جوهر أزمة المعرفة الغربية

بسم الله الرحمن الرحيم
جوهر أزمة المعرفة الغربية:

يمكن تلخيص جوهر الأزمة المعرفية الحالة اليوم بالعالم الغربي في هذه النقاط:

1- انها معرفة مجتزئة ومبتسرة لا تبحث إلا في حيز المحسوس من الوجود ومعنى هذا أن موضوعات الدراسة التي تتصل بقطاعات أخرى من الظواهر التي تخرج عن نطاق المشاهدة الحسية تكون مستبعدة تماما مهما كانت أهميتها لسعادة الإنسان.

2- استبعدت العلوم والمعارف الغربية القيم الأخلاقية والدينية وبالتالي لم يعد هناك سياج أخلاقي يحمي التجربة من الوصول إلى أماكن محرمة أو إنتاج معارف مدمرة تشقي أكثر مما تسعد.

3- تم تعميم النموذج التطبيقي على المعارف الإنسانية والاجتماعية برغم أن الظواهر الإنسانية والاجتماعية لها خصوصيتها وليست في واقعها مظاهر حسية يمكن وضعها تحت المختبر، فهناك جوانب غير مادية في الإنسان منها تفكيره وسلوكه وغاياته وأمانيه وأحاسيسه وغيره مما لا يمكن أن يخضع للتجربة .

4- استبعدت المعرفة الغربية العقائد الروحية من نطاق الدراسة وهي قضايا تشكل جزءً مهما من نشاط الإنسان وتفكيره وثقافته وعاداته وسلوكياته وقيمه.

5- كرست هذه المعرفة لسيادة القيم الغالبة وجعلها معيارا أخلاقيا تقاس عليه بقية الأمم، وبالتالي تصنف الدول المعتزة بقيمها وثقافاتها على أنها دول مارقة يضرب عليها الحصار وقد يطالها التدخل العسكري باعتبارها خطراً مستقبلاً أو محوراً للشر.

6- انتهت هذه المعارف في معظمها إلى إنكار وجود الله، والتي آمنت بوجود الله أنكرت البعث والحياة الأخروية وكل ما يتعلق بعالم الغيب من الجن والملائكة وغيرها.

7- لم تعترف بالنبوات والرسالات، وأنكرت أن يكون الوحي الإلهي مصدرا للمعرفة، وصار العلم يدعو إلى الإلحاد بدل أن يدل على الإيمان لما في بديع صنع الكون واتزانه وانتظامه من دلالة بالغة على وجود الصانع العليم الخبير الحكيم

حسب الرسول الطيب الشيخ