بحـث
المواضيع الأخيرة
الثقافة الاسلامية مشكلات وحلول
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الثقافة الاسلامية مشكلات وحلول
بسم الله الرحمن الرحيم
الثقافة الإسلامية – مشكلات وحلول
تعتبر الثقافة جهد بشري، وهي فيما يلي ثقا فتنا الاسلامية، يمكن إعتبارها مدى تفهم وتمثل أجيال المسلمين على مختلف العصور لنصوص الوحي المعصومة وتطبيقها على أرض الواقع، وإذا كان عهد النبوة والرسالة هو من صميم الوحي المقدس والمعصوم، فإن الإسهامات البشرية يمكن رصدها منذ بدء خلافة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وحتى يومنا الحالي الذي نعيش فيه، لنرى مراحل علوها وكيف استطاع المسلمون أن يحكموا العالم لمدى ثمانية قرون متواصلة، وماذا دهاهم بعد ذلك ليظلوا الآن في مؤخرة الركب الانساني لا يقدموا للبشرية شيئا بل يظلوا يتلقون الأفكار والمخترعات من غيرهم، ولا يستطيعون تنظيم أنفسهم بل تستحكم بينهم الحروب والخلافات، فهم لا يجمعون على شيء ولا تضمهم عروة، مع أن الوحدة هي شعارهم ودثارهم، بها جاء الدين وسار عليها سلف الأمة من الصادقين والمفلحين.
فالإسهام البشري الأول بلا شك هو لسيدنا ومولانا أبي بكر الصديق الذي حفظ على الأمة دينها أن ينتقص وحارب المرتدين بلا هوادة، ثم جاء سيدنا عمر الذي اتسعت في عهده الدولة ففتح الأمصار ودون الدواوين، وقام ذي النورين سيدنا عثمان بن عفان بحفظ كتاب الله دستور الأمة الخالد، وقعد الإمام علي قواعد العلوم المختلفة من الفقه والتفسير واللغة والزهد والتصوف وامتدت بعده العلوم تؤخذ من كبار الصحابة والتابعين كابن عباس وابن عمر وابن مسعود وغيرهم ممن اشتهر في هذا المضمار،
ثم عليت أسهم الخليفة الأموي سيدنا عمر بن عبد العزيز الذي بسط العدل وأمر بتدوين الحديث النبوي الشريف، وفي العهد العباسي أمر الخليفة أبو جعفر المنصور بتدوين الفقه فألف الإمام مالك بن أنس كتابه الموطأ، وفي عهد المأمون نشطت حركة ترجمة العلوم المختلفة لا سيما علوم الفلسفة والمنطق،
ولكن بعد مدة من ذلك ضعفت دولة الخلافة العباسية وغزا التتر بغداد وأسقطوا الخلافة الإسلامية،
فنشأ إثر ذلك جيل من العلماء عملوا على إعادة البناء الإسلامي بإحياء معاني الدين في النفوس، فظهر حجة الإسلام الإمام الغزالي مناديا بلزوم التصوف، وألف كتابه إحياء علوم الدين،
وظهر شيخ الإسلام إبن تيمية مناديا بتنشيط العقل في فهم النصوص موضحا أن العقل الصريح لا يتناقض مع النقل الصحيح، وألف كتابه درء تعارض النقل والعقل وغيره من المؤلفات الكثيرة التي اشتهر بها شيخ الإسلام إبن تيمية،
وأثمرت هذه الحركة العلمية خيرا فنتج عنها جيل صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس، وعادت صولة الدين مرة أخرى حتى ظهرت دولة بني عثمان وقامت الإمبراطورية العثمانية التي بسطت نفوذها على معظم أجزاء العالم لمدة ستة قرون متواصلة،
إلى أن دب إليها الوهن وابتعدت عن جوهر الدين، فتم إسقاطها في 1924م،
لتدخل البلدان الإسلامية مرحلة الإحتلال المباشر من الدول الأوربية ردحا من الزمن أناخت فيه الثقافة الغربية بكلكلها على تراب وارض الإسلام، حيث خرجت جيوش الإحتلال بعد أن مكنت للثقافة الغربية بأرض الإسلام وعملت على إقصاء الإسلام من حياة الناس الاجتماعية والسياسية، وتم حصر الدين داخل الجامع فقط، فلم يبق للمسلمين إلا التمسك بالرسوم وتم إفراغ العقيدة الإسلامية من مضامينها، وتكونت طبقة من علماء السلطان يحابونه على الباطل ولا يجهرون له بكلمة الحق، وتفرقت الإمة إلى فرق متعددة يكفر بعضها بعضا، ويضرب بعضها رقاب بعض.
ولكن في سواد هذا الليل الحالك تظهر إشراقات هنا وهناك، تنادي بالرجوع إلى الكتاب والسنة، وتنشط في سبيل النهوض واليقظة،
فظهر جمال الدين الأفغاني وتلاميذه، وحسن البنا ومدرسته في الإسلام السياسي التي إمتدت إلى فلسطين والسودان والجزائر، وابو الأعلى المودودي بالهند، وسعيد النورسي ونجم الدين أربكان بتركيا ومالك بن نبي ويس عبد السلام بالمغرب،
وبالجملة هناك صحوة إسلامية تتفتح في بلدان المسلمين وتتلمس طريقها بين تحديات الواقع الداخلي واستهداف العدو الخارجي، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
حلول مقترحة :
1- الرجوع إلى النصوص الإسلامية من كتاب وسنة وجعلها مصادر للعلوم والمعارف ونظم الحياة الخاصة والعامة.
2- الإفادة من علوم التراث الإسلامي وفق رؤية علمية تتجاوز تقديسه إلى الإنتفاع بما يلبي حاجات واقعنا المعاصر.
3- الإستفادة من التقدم المادي الهائل الذي أحرزته الحضارة الغربية وفق منهج توسطي يراعي عدم الأنغلاق على الذات أو الإنبهار بالآخر الذي يخالفنا في الأهداف والغايات.
4- ذم التشدد والتعصب المذهبي، ونشر ثقافة قبول الآخر، فالإسلام يقوم على إختلاف التنوع والتخصص، ويذم إختلاف التعارض والتباعد.
5- التخلص من الإستبداد السياسي، وإشاعة الحريات وبسط العدل والشورى.
6- الإقبال على عمران الكون معنى ومبنى، بالرغبة في العمل والإنجاز وتقديم الخير للبشرية عامة، وإشاعة القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة، ومد جسور الخير نحو الآخرين وإن كانوا يخالفونا في الدين والعقيدة ما لم يعتدوا علينا أو يخرجونا من ديارنا.
7- تزكية النفس وفق برنامج يبدأ بالتوبة وفق شروطها، والإلتزام بفرائض الدين الأساسية والمواظبة على جملة من النوافل يعتمدها الشخص وفق ظروفه وقدراته، والله يضاعف لمن يشاء.
حسب الرسول الطيب الشيخ
00249129950207
[b]
الثقافة الإسلامية – مشكلات وحلول
تعتبر الثقافة جهد بشري، وهي فيما يلي ثقا فتنا الاسلامية، يمكن إعتبارها مدى تفهم وتمثل أجيال المسلمين على مختلف العصور لنصوص الوحي المعصومة وتطبيقها على أرض الواقع، وإذا كان عهد النبوة والرسالة هو من صميم الوحي المقدس والمعصوم، فإن الإسهامات البشرية يمكن رصدها منذ بدء خلافة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وحتى يومنا الحالي الذي نعيش فيه، لنرى مراحل علوها وكيف استطاع المسلمون أن يحكموا العالم لمدى ثمانية قرون متواصلة، وماذا دهاهم بعد ذلك ليظلوا الآن في مؤخرة الركب الانساني لا يقدموا للبشرية شيئا بل يظلوا يتلقون الأفكار والمخترعات من غيرهم، ولا يستطيعون تنظيم أنفسهم بل تستحكم بينهم الحروب والخلافات، فهم لا يجمعون على شيء ولا تضمهم عروة، مع أن الوحدة هي شعارهم ودثارهم، بها جاء الدين وسار عليها سلف الأمة من الصادقين والمفلحين.
فالإسهام البشري الأول بلا شك هو لسيدنا ومولانا أبي بكر الصديق الذي حفظ على الأمة دينها أن ينتقص وحارب المرتدين بلا هوادة، ثم جاء سيدنا عمر الذي اتسعت في عهده الدولة ففتح الأمصار ودون الدواوين، وقام ذي النورين سيدنا عثمان بن عفان بحفظ كتاب الله دستور الأمة الخالد، وقعد الإمام علي قواعد العلوم المختلفة من الفقه والتفسير واللغة والزهد والتصوف وامتدت بعده العلوم تؤخذ من كبار الصحابة والتابعين كابن عباس وابن عمر وابن مسعود وغيرهم ممن اشتهر في هذا المضمار،
ثم عليت أسهم الخليفة الأموي سيدنا عمر بن عبد العزيز الذي بسط العدل وأمر بتدوين الحديث النبوي الشريف، وفي العهد العباسي أمر الخليفة أبو جعفر المنصور بتدوين الفقه فألف الإمام مالك بن أنس كتابه الموطأ، وفي عهد المأمون نشطت حركة ترجمة العلوم المختلفة لا سيما علوم الفلسفة والمنطق،
ولكن بعد مدة من ذلك ضعفت دولة الخلافة العباسية وغزا التتر بغداد وأسقطوا الخلافة الإسلامية،
فنشأ إثر ذلك جيل من العلماء عملوا على إعادة البناء الإسلامي بإحياء معاني الدين في النفوس، فظهر حجة الإسلام الإمام الغزالي مناديا بلزوم التصوف، وألف كتابه إحياء علوم الدين،
وظهر شيخ الإسلام إبن تيمية مناديا بتنشيط العقل في فهم النصوص موضحا أن العقل الصريح لا يتناقض مع النقل الصحيح، وألف كتابه درء تعارض النقل والعقل وغيره من المؤلفات الكثيرة التي اشتهر بها شيخ الإسلام إبن تيمية،
وأثمرت هذه الحركة العلمية خيرا فنتج عنها جيل صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس، وعادت صولة الدين مرة أخرى حتى ظهرت دولة بني عثمان وقامت الإمبراطورية العثمانية التي بسطت نفوذها على معظم أجزاء العالم لمدة ستة قرون متواصلة،
إلى أن دب إليها الوهن وابتعدت عن جوهر الدين، فتم إسقاطها في 1924م،
لتدخل البلدان الإسلامية مرحلة الإحتلال المباشر من الدول الأوربية ردحا من الزمن أناخت فيه الثقافة الغربية بكلكلها على تراب وارض الإسلام، حيث خرجت جيوش الإحتلال بعد أن مكنت للثقافة الغربية بأرض الإسلام وعملت على إقصاء الإسلام من حياة الناس الاجتماعية والسياسية، وتم حصر الدين داخل الجامع فقط، فلم يبق للمسلمين إلا التمسك بالرسوم وتم إفراغ العقيدة الإسلامية من مضامينها، وتكونت طبقة من علماء السلطان يحابونه على الباطل ولا يجهرون له بكلمة الحق، وتفرقت الإمة إلى فرق متعددة يكفر بعضها بعضا، ويضرب بعضها رقاب بعض.
ولكن في سواد هذا الليل الحالك تظهر إشراقات هنا وهناك، تنادي بالرجوع إلى الكتاب والسنة، وتنشط في سبيل النهوض واليقظة،
فظهر جمال الدين الأفغاني وتلاميذه، وحسن البنا ومدرسته في الإسلام السياسي التي إمتدت إلى فلسطين والسودان والجزائر، وابو الأعلى المودودي بالهند، وسعيد النورسي ونجم الدين أربكان بتركيا ومالك بن نبي ويس عبد السلام بالمغرب،
وبالجملة هناك صحوة إسلامية تتفتح في بلدان المسلمين وتتلمس طريقها بين تحديات الواقع الداخلي واستهداف العدو الخارجي، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
حلول مقترحة :
1- الرجوع إلى النصوص الإسلامية من كتاب وسنة وجعلها مصادر للعلوم والمعارف ونظم الحياة الخاصة والعامة.
2- الإفادة من علوم التراث الإسلامي وفق رؤية علمية تتجاوز تقديسه إلى الإنتفاع بما يلبي حاجات واقعنا المعاصر.
3- الإستفادة من التقدم المادي الهائل الذي أحرزته الحضارة الغربية وفق منهج توسطي يراعي عدم الأنغلاق على الذات أو الإنبهار بالآخر الذي يخالفنا في الأهداف والغايات.
4- ذم التشدد والتعصب المذهبي، ونشر ثقافة قبول الآخر، فالإسلام يقوم على إختلاف التنوع والتخصص، ويذم إختلاف التعارض والتباعد.
5- التخلص من الإستبداد السياسي، وإشاعة الحريات وبسط العدل والشورى.
6- الإقبال على عمران الكون معنى ومبنى، بالرغبة في العمل والإنجاز وتقديم الخير للبشرية عامة، وإشاعة القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة، ومد جسور الخير نحو الآخرين وإن كانوا يخالفونا في الدين والعقيدة ما لم يعتدوا علينا أو يخرجونا من ديارنا.
7- تزكية النفس وفق برنامج يبدأ بالتوبة وفق شروطها، والإلتزام بفرائض الدين الأساسية والمواظبة على جملة من النوافل يعتمدها الشخص وفق ظروفه وقدراته، والله يضاعف لمن يشاء.
حسب الرسول الطيب الشيخ
00249129950207
[b]
عدل سابقا من قبل Admin في الثلاثاء أبريل 22, 2014 12:40 pm عدل 1 مرات
رد: الثقافة الاسلامية مشكلات وحلول
اسأل الله أن يرفع قدركم ويغفر ذنبكم
ويفرج همكم وينفس كربكم ويبدل عسركم يسرا
ويرزقكم كل ما تصفوا إليه نفوسكم ألطيبه
وينور دربكم بالإيمان ويشرح صدركم بالقران
ويحفظكم من وساوس الشيطان
ويجعل الفردوس مستقركم
اللهم آمين
اخوكم في الله انور صالح ابو البصل
ويفرج همكم وينفس كربكم ويبدل عسركم يسرا
ويرزقكم كل ما تصفوا إليه نفوسكم ألطيبه
وينور دربكم بالإيمان ويشرح صدركم بالقران
ويحفظكم من وساوس الشيطان
ويجعل الفردوس مستقركم
اللهم آمين
اخوكم في الله انور صالح ابو البصل
مواضيع مماثلة
» مقدمة في الثقافة
» مصادر الثقافة الإسلامية
» من الاداب الاسلامية
» مفهوم الامة الاسلامية
» الرؤية الاسلامية للكون
» مصادر الثقافة الإسلامية
» من الاداب الاسلامية
» مفهوم الامة الاسلامية
» الرؤية الاسلامية للكون
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين يوليو 13, 2015 1:22 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» مقدمة في الدراسات السودانية
الأربعاء أبريل 15, 2015 3:21 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» الممالك السودانية القديمة
الأحد فبراير 15, 2015 2:29 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» التعريف بالقرآن الكريم
الأحد ديسمبر 14, 2014 12:57 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» أقصرتُ مذ عاد الزمانُ فأقْصَرا
الثلاثاء نوفمبر 25, 2014 1:33 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» قصة خروج النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف
الأربعاء مايو 28, 2014 1:34 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» قصة تحويل القبلة الى الكعبة
الأربعاء مايو 14, 2014 4:57 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» حديث الاسراء والمعراج
الخميس مايو 08, 2014 4:56 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» استقبال شهر الله رجب الأصب
الإثنين مايو 05, 2014 4:14 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ