بحـث
المواضيع الأخيرة
الرؤية الاسلامية للكون
منتديات الثقافة الإسلامية العالمية :: إصول الثقافة الإسلامية :: منتدى الفكر الاسلامي :: منتدى الأزمة المعرفية
صفحة 1 من اصل 1
الرؤية الاسلامية للكون
بسم الله الرحمن الرحيم
الرؤية الاسلامية للكون
أولا: مفهوم الكون
الكون في اللغة مشتق من الفعل ( كان ) في حالة كونه فعلا تاما،
تقول: أعرفه منذ كان أي منذ خلق،
وبهذا المعنى يكون المقصود بالكون هو ما خلق الله تعالى وأحدث.
أما في الاصطلاح فالكون هو كل ما يشغل حيزا في الوجود وله كينونة مادية، ويطلق عليه عالم الحس، أي يمكن إدراكه بالحواس البشرية الخمس،
أو العالم التجريبي أي يمكن وضعه تحت التجربة والاختبار لملاحظته وتصنيفه والتحقق منه ودراسة خصائصه وطبائعه مثلا،
كما يطلق عليه عالم الشهادة للتمكن من شهوده ورؤيته، وهو مصطلح قرآني وارد في كثير من الآيات، ويقابله عالم الغيب، والله هو عالم الغيب والشهادة، ومصدر العلم عن كلا العالمين،
وكذلك يعتبر الكون هو كتاب الله المنظور في مقابل كتابه المسطور الذي هو وحي السماء،
وواجب على العقل الإسلامي التفكر والتدبر في كلا الكتابين لإنتاج المعرفة حتى يتمكن من القيام بوظيفته في صنع الحياة الإسلامية القائمة على إحراز القوة لتبليغ الرسالة وتحقيق العدالة وحفظها، وهو واجب الاستخلاف المأمور به في الكتاب العزيز.
وإذا كان الأمر كذلك فلا بد من الوقوف على خصائص هذا الكون وفق المنظور الإسلامي، وإذا كانت خصائص أي شيء لا يمكن حصرها
إذ أن الكون له خصائص وأسرار لا يزال العلم يسبر أغوارها ويكشف غموضها، فإنما نذكر منها الخصائص الرئيسية الكبرى والتي يمكن أن نجمل بعضها فيما يلي :-
خصائص الكون وفق الرؤية الاسلامية
1- مخلوقية الكون وتسخيره :
تنص العقيدة الإسلامية على أن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون وأوجده من العدم، وسخره للبشر، وسيره على نظم وقوانين سارية لا تتخلف إلا وفق مشيئة إلهية أخرى، وعلى البشر إعمال عقولهم لفهم هذه السنن والقوانين لشكر هذه النعمة والاستفادة منها إلى أن يأتي يوم يرد الله فيه الكون إلى عدمه ويرث الله الأرض ومن عليها وتوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، قال تعالى : ( وخلق كل شئ فقدره تقديرا) الفرقان 2، وفي سورة فصلت ( قل ءأنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدَّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ءإتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم) 9-12، وفي سورة الجاثية ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) آية13 وبهذا يجد المسلم نفسه متصالح مع هذا الكون لأن خالقه وخالق الكون واحد، والكون مسخر له متجاوب معه، بينما في نظرية المعرفة الغربية يعتقد أن الكون أوجد نفسه بنفسه عن طريق المصادفة، والإنسان يعيش معه في صراع مستمر ومقاومة.
2- التدبير الكوني :
الذي أوجد الخلق تكفل بالرزق، وما على الإنسان إلا أن يسعى وفق المنهج المنزل له من عند ربه، لينجح في اختبار الخلق، ويتزود لدار الجزاء، قال تعالى : ( يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ) يونس3، ( يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ) آية2، أما في المنهج الغربي فإن الإنسان مدبر نفسه بنفسه وعلى ذلك ما عليه إلا أن يسعى في ترويض الطبيعة وقهرها حتى تنقاد له ويصبح هو سيد الكون وليس له سعادة إلا التي يستطيع أن يحققها على ظهر هذه الأرض، ومن هنا نشأت محنة استضعاف الشعوب بعضها بعضا، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وأنه لم يستطع تحقيق سعادته المزعومة إلا على أنقاض ملايين الجثث وإبادة جملة من الشعوب واستضعاف بقيتهم، وبعد ذلك يعيش مؤرقا من هواجس وخوف ذهاب أو نقصان أو تحول هذه السعادة المزعومة.
3- المصلحة والرحمة :
خلق الله الكون لمصلحة الإنسان ورحمة له وسخره له ولم يحرم عليه منه إلا ما يتنافى مع هذه المصلحة والرحمة، قال تعالى : (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم ) البقرة 29، (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) تبارك 15، (قل من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون قل إنما حرَّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) الأعراف 32،33
4- التوازن :
قال تعالى : ( والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون ) الحجر 19، (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار ) الرعد 8، ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر) المؤمنون 18 فكل شيء مخلوق بمقدار دقيق، ولحكمة ربانية، وفي انتظام بديع لا يتقدم ولا يتأخر، مما يدل على وحدانية الخالق وبديع صنعه، ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما تفعلون ) النمل 88، وعلى قدر دقة الكون المخلوق وبديع نظامه كانت دقة المنهج المنزل، فإذا أتبع الإنسان المنهج السماوي كان متسقا مع الكون وتوطد له انتظامه، وإذا خالف المنهج الرباني سرى الفساد إلى نظام الكون وظهرت الأزمات البيئية وغيرها، منذرة بقرب خراب الكون ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) الروم 41، وكذلك أجرى الله حفظ النظام الاجتماعي في الكون على سنن التدافع بين البشر، فلو تقاعست الطائفة المؤمنة عن الجهاد وعن القيام بواجب الاستخلاف يختل التوازن الاجتماعي ويشيع الظلم والفساد ويفتن الناس في أديانهم ومذاهبهم ونظمهم في الحياة، ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ) البقرة 251،
5- الغائية وعدم العبث :
لقد خلق الله هذا الكون لحكمة وعلة غائية، فهو منزه عن الصدفة والعفوية والعبثية، وما خلق هذا الكون إلا ليدل على خالقه، ويوصل إلى الإيمان به، فإذا ما أرسل من عنده رسولا أثبت بصدق البرهان العقلي أنه مرسل من عند ربه، وأتى بالدلائل والمعجزات التي على ما مثلها يؤمن الناس، وجب الإيمان به وتصديقه والعمل بما جاء به من الهدى والقيام بالجهاد معه لتبليغ كلمة الله للعالمين، وتحقيق الإصلاح في الأرض وحفظ أركان العدالة، ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) تبارك 2، (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) المؤمنون 115، ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينما لاعبين لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ) الأنبياء 16-17، ( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) طه 123
6- محدودية الأجل :
قال تعالى : ( وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) البقرة 36، (ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا )
طه 105-108
فالكون له أجل محتوم يختل فيه نظامه، وتنطوي فيه آثاره ويقوم الناس إلى رب العالمين، والمعرفة الغربية التي كانت تقول بديمومية الحياة، وسرمدية الكون، انكشف لها اليوم بفضل تقدمها في فهم أسرار الطبيعة وقوانين المادة أن الكون يسير بوتيرة متسارعة نحو أجله المحتوم، وأن فنائه أصبح قاعدة علمية مسلم بها، ولكنهم لا يؤمنون.
7- محدودية علم الإنسان بالكون :
الكون متسع ولا يحيط بعلمه إلا الواحد الأحد، والإنسان يعطى فيه من العلم على قدر اجتهاده وما تستطيعه أو تتوصل إليه قدراته العقلية والذهنية وحواسه وما يأتيه به الخبر الصادق من السماء وفق تقدير الحكمة الإلهية، ( ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
الإسراء 85،
ولقد ضلت نظرية المعرفة الغربية بجعلها المعرفة أكبر من الوجود، وعدم اعترافها بما لم تتوصل إلى معرفته من الموجودات، يقول الإمام ابن تيمية : إنهم يظنون أن لا موجود إلا ما علموه هم ... وبنو آدم ضلالهم فيما جحدوه ونفوه بغير علم أكثر من ضلالهم فيما أثبتوه وصدقوا به، قال تعالى : (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) يونس39 .
ومن الأمثلة الشاهدة على ضلال الحواس أنهم كانوا يقولون أن الإنسان يتكون من دم الحيض، ثم تقدم العلم عندهم درجة فقالوا أن الإنسان يتكون من الحيوان المنوي على هيئته قزما ثم يكبر حتى يكتمل إنسانا، وفي القرن العشرين دحض التصوير كافة آراء العلماء وجاءت النتيجة مصدقة لكتاب الله : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين )
المؤمنون 13-14.
8- ارتباط العلم الكوني بالعقل :
العلم يقوم أولا على فروض عقلية، ثم تقوم التجربة بالبرهنة على صحة هذه الفروض أو خطأها، ثم تأخذ هذه الفروض العقلية بعد ذلك شكل القانون والتعميم، ثم تصبح نظرية تقوم عليها العلوم والمعارف، وينطلق منها ويبنى عليها لتحصيل علوم ومعارف أخرى، وإذا كان ذلك كذلك فالأولى لأمة الوحي والكتاب أن تنطلق من معطيات الوحي لصياغة فروض علمية وعقلية والانطلاق منها وبها لتحصيل المعارف والعلوم.
9- ارتباط العلم الكوني بالغيبيات :
عجزت العلوم المادية رغم تطورها المذهل عن الإجابة عن عدة أسئلة جوهرية تتعلق ببدء الخلق، وكيفية تسيير الكون، ومصيره، وأصبحت في حيرة من أمرها، فأما أن تؤمن بالوحي، أو تلجأ إلى التخمين مع عجز التجربة التي جعلتها وسيلتها الوحيدة للمعرفة اليقينية.
10- توافق الكون والوحي :
الكون صادق وناطق بصحة الوحي، لذلك أمر الله بالتفكر فيه والنظر إليه ليقوم دليلا وشاهدا عقليا على صحة النبوات والرسالات، قال تعالى: ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد) فصلت53.
11- تفاوت الخلق:
الإنسان مقتر بنفسه، ويرى أنه سيد الكون وقاهر الطبيعة، ولكن الله يدله إلى حقيقة ضعفه، وأنه ما قوي إلا بتذليل المخلوقات له، وأن هنالك خلق أكبر منه، قال تعالى: ( أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها )
النازعات 27.
12- استخلاف الإنسان في الكون :
قال تعالى : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) البقرة 30، (هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ) فاطر 39، ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب ) هود 61، فالإنسان له مطلق الحرية في التصرف في الكون، والكون مسخر لكل الإنسان مؤمنه وكافره، والله أرسل إليه الرسل ليتصرف في هذا الكون بما يعود عليه بالنفع ويدفع عنه الضرر، فإن آمن واهتدى سعد في الدارين، وان كفر وضلَّ كان ذلك وبالا عليه في الدارين.
13- إمكانية إدراك عناصر الكون :
قال تعالى : ( قل انظروا ماذا في السماوات والأرض ) يونس102
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنما العلم بالتعلم) رواه البخاري
( من سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة)رواه البخاري
وانطلاقا من نصوص الوحي في القرآن والسنة أعمل السلف الصالح عقولهم وحواسهم وتفكروا في الكتابين، كتاب الله المسطور وكتابه المنظور، وخرجوا بالعلوم الجمة والمفيدة التي أقامت أعظم الحضارات على وجه التأريخ، واخترعوا المنهج العلمي التجريبي والاستقرائي الذي تقوم عليه الآن نهضة العلم الحديث، حيث يقول زيغريد هونكة : إن المسلمين قد أسسوا الطرق التجريبية في أنواع العلوم وقدموا اكتشافات كثيرة في فروع المعرفة، بالإضافة إلى هذا قدموا للغرب أثمن هدية وهي طريقة البحث العلمي الصحيح التي مهدت أمام الغرب طريقه لمعرفة أسرار الطبيعة.
مصدرية الكون للمعرفة
يعتبر الكون بثرائه وتنوعه، وانتظامه وتناسقه، وبديع تكوينه مصدرا أساسيا للمعرفة، وهو الشيء الوحيد الذي تلتقي وتتفق فيه نظريتي المعرفة الإسلامية والغربية، وتقوم صناعة المعرفة من الكون على الملاحظة العلمية الدقيقة لتفسير الظواهر بغية فهم أسرار وقوانين وسنن الكون لدراستها وضبطها التنبوء بسلوكها والاستفادة منها وتسخيرها لمصلحة الإنسان وفق المنهج الاستقرائي التجريبي الذي ينطلق من الخيال الملائم لوصف وفهم الظاهرة قيد الدرس.
ومن ثم وضع الفروض النظرية التي تعالج المشكلة أو يمكن أن تفسر الظاهرة، ومن ثم إجراء التجارب التي يمكن أن تثبت صحة هذه الفروض، وتأسيسا على ذلك يتم بناء نظري منطقي يعتمد كقاعدة معرفية سارية لفهم الظاهرة والاستفادة منها والقياس عليها.
وإذا كان المنهج التجريبي هو منتج للحضارة الإسلامية في فترة ازدهارها، فهو اليوم الوسيلة الأمضى في يد أعدائها بعد أن ترسخت في الذهنية الإسلامية مفاهيم مغلوطة أوجدت حالة من الانفصام بين علوم الكون وهدايات الوحي، تجسد هذا الانفصام في الفصل في نظم التعليم فصار هنالك تعليم مدني قائم على منهجية التبعية للغرب والاستلاب الثقافي، وتعليم ديني قائم على نهج الانغلاق والتزمت والإعراض عن الكون أو الجهل بالمعارف الكونية والعقلية اللازمة هي الأخرى للمعرفة الدينية إذ الإيمان قائم على البرهان العقلي، والله خلق الكون ليستدل به عليه، وجعله مسخرا للإنسان ليستفيد منه في حياته الدنيا ويجعله مطية لحياته الأخرى.
قال تعالى : (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) الأعراف32
و قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم )
المائدة 87
و قال تعالى: ( وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا) القصص 77
( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ) البقرة 189
فهذه كلها دلائل والحجة قائمة بها على ضلال هجر الأمة وإعراضها عن علوم الكون حتى وصلت اليوم إلى حالة الضعف والاستضعاف التي لابد لها من الخروج منها بإعمال قانون الجهاد الفكري والعلمي واستثارة علوم الوحي والكون وإتباع كافة مناهج العلم المادية والعقلية والتأريخية والسمعية لأن الحضارة الغربية وإن تقدمت فهي تأخرت أيضا باقتصارها فقط على المنهج المادي التجريبي
حسب الرسول الطيب الشيخ
الرؤية الاسلامية للكون
أولا: مفهوم الكون
الكون في اللغة مشتق من الفعل ( كان ) في حالة كونه فعلا تاما،
تقول: أعرفه منذ كان أي منذ خلق،
وبهذا المعنى يكون المقصود بالكون هو ما خلق الله تعالى وأحدث.
أما في الاصطلاح فالكون هو كل ما يشغل حيزا في الوجود وله كينونة مادية، ويطلق عليه عالم الحس، أي يمكن إدراكه بالحواس البشرية الخمس،
أو العالم التجريبي أي يمكن وضعه تحت التجربة والاختبار لملاحظته وتصنيفه والتحقق منه ودراسة خصائصه وطبائعه مثلا،
كما يطلق عليه عالم الشهادة للتمكن من شهوده ورؤيته، وهو مصطلح قرآني وارد في كثير من الآيات، ويقابله عالم الغيب، والله هو عالم الغيب والشهادة، ومصدر العلم عن كلا العالمين،
وكذلك يعتبر الكون هو كتاب الله المنظور في مقابل كتابه المسطور الذي هو وحي السماء،
وواجب على العقل الإسلامي التفكر والتدبر في كلا الكتابين لإنتاج المعرفة حتى يتمكن من القيام بوظيفته في صنع الحياة الإسلامية القائمة على إحراز القوة لتبليغ الرسالة وتحقيق العدالة وحفظها، وهو واجب الاستخلاف المأمور به في الكتاب العزيز.
وإذا كان الأمر كذلك فلا بد من الوقوف على خصائص هذا الكون وفق المنظور الإسلامي، وإذا كانت خصائص أي شيء لا يمكن حصرها
إذ أن الكون له خصائص وأسرار لا يزال العلم يسبر أغوارها ويكشف غموضها، فإنما نذكر منها الخصائص الرئيسية الكبرى والتي يمكن أن نجمل بعضها فيما يلي :-
خصائص الكون وفق الرؤية الاسلامية
1- مخلوقية الكون وتسخيره :
تنص العقيدة الإسلامية على أن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون وأوجده من العدم، وسخره للبشر، وسيره على نظم وقوانين سارية لا تتخلف إلا وفق مشيئة إلهية أخرى، وعلى البشر إعمال عقولهم لفهم هذه السنن والقوانين لشكر هذه النعمة والاستفادة منها إلى أن يأتي يوم يرد الله فيه الكون إلى عدمه ويرث الله الأرض ومن عليها وتوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، قال تعالى : ( وخلق كل شئ فقدره تقديرا) الفرقان 2، وفي سورة فصلت ( قل ءأنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدَّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ءإتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم) 9-12، وفي سورة الجاثية ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) آية13 وبهذا يجد المسلم نفسه متصالح مع هذا الكون لأن خالقه وخالق الكون واحد، والكون مسخر له متجاوب معه، بينما في نظرية المعرفة الغربية يعتقد أن الكون أوجد نفسه بنفسه عن طريق المصادفة، والإنسان يعيش معه في صراع مستمر ومقاومة.
2- التدبير الكوني :
الذي أوجد الخلق تكفل بالرزق، وما على الإنسان إلا أن يسعى وفق المنهج المنزل له من عند ربه، لينجح في اختبار الخلق، ويتزود لدار الجزاء، قال تعالى : ( يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ) يونس3، ( يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ) آية2، أما في المنهج الغربي فإن الإنسان مدبر نفسه بنفسه وعلى ذلك ما عليه إلا أن يسعى في ترويض الطبيعة وقهرها حتى تنقاد له ويصبح هو سيد الكون وليس له سعادة إلا التي يستطيع أن يحققها على ظهر هذه الأرض، ومن هنا نشأت محنة استضعاف الشعوب بعضها بعضا، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وأنه لم يستطع تحقيق سعادته المزعومة إلا على أنقاض ملايين الجثث وإبادة جملة من الشعوب واستضعاف بقيتهم، وبعد ذلك يعيش مؤرقا من هواجس وخوف ذهاب أو نقصان أو تحول هذه السعادة المزعومة.
3- المصلحة والرحمة :
خلق الله الكون لمصلحة الإنسان ورحمة له وسخره له ولم يحرم عليه منه إلا ما يتنافى مع هذه المصلحة والرحمة، قال تعالى : (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم ) البقرة 29، (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) تبارك 15، (قل من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون قل إنما حرَّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) الأعراف 32،33
4- التوازن :
قال تعالى : ( والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون ) الحجر 19، (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار ) الرعد 8، ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر) المؤمنون 18 فكل شيء مخلوق بمقدار دقيق، ولحكمة ربانية، وفي انتظام بديع لا يتقدم ولا يتأخر، مما يدل على وحدانية الخالق وبديع صنعه، ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما تفعلون ) النمل 88، وعلى قدر دقة الكون المخلوق وبديع نظامه كانت دقة المنهج المنزل، فإذا أتبع الإنسان المنهج السماوي كان متسقا مع الكون وتوطد له انتظامه، وإذا خالف المنهج الرباني سرى الفساد إلى نظام الكون وظهرت الأزمات البيئية وغيرها، منذرة بقرب خراب الكون ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) الروم 41، وكذلك أجرى الله حفظ النظام الاجتماعي في الكون على سنن التدافع بين البشر، فلو تقاعست الطائفة المؤمنة عن الجهاد وعن القيام بواجب الاستخلاف يختل التوازن الاجتماعي ويشيع الظلم والفساد ويفتن الناس في أديانهم ومذاهبهم ونظمهم في الحياة، ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ) البقرة 251،
5- الغائية وعدم العبث :
لقد خلق الله هذا الكون لحكمة وعلة غائية، فهو منزه عن الصدفة والعفوية والعبثية، وما خلق هذا الكون إلا ليدل على خالقه، ويوصل إلى الإيمان به، فإذا ما أرسل من عنده رسولا أثبت بصدق البرهان العقلي أنه مرسل من عند ربه، وأتى بالدلائل والمعجزات التي على ما مثلها يؤمن الناس، وجب الإيمان به وتصديقه والعمل بما جاء به من الهدى والقيام بالجهاد معه لتبليغ كلمة الله للعالمين، وتحقيق الإصلاح في الأرض وحفظ أركان العدالة، ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) تبارك 2، (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) المؤمنون 115، ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينما لاعبين لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ) الأنبياء 16-17، ( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) طه 123
6- محدودية الأجل :
قال تعالى : ( وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) البقرة 36، (ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا )
طه 105-108
فالكون له أجل محتوم يختل فيه نظامه، وتنطوي فيه آثاره ويقوم الناس إلى رب العالمين، والمعرفة الغربية التي كانت تقول بديمومية الحياة، وسرمدية الكون، انكشف لها اليوم بفضل تقدمها في فهم أسرار الطبيعة وقوانين المادة أن الكون يسير بوتيرة متسارعة نحو أجله المحتوم، وأن فنائه أصبح قاعدة علمية مسلم بها، ولكنهم لا يؤمنون.
7- محدودية علم الإنسان بالكون :
الكون متسع ولا يحيط بعلمه إلا الواحد الأحد، والإنسان يعطى فيه من العلم على قدر اجتهاده وما تستطيعه أو تتوصل إليه قدراته العقلية والذهنية وحواسه وما يأتيه به الخبر الصادق من السماء وفق تقدير الحكمة الإلهية، ( ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
الإسراء 85،
ولقد ضلت نظرية المعرفة الغربية بجعلها المعرفة أكبر من الوجود، وعدم اعترافها بما لم تتوصل إلى معرفته من الموجودات، يقول الإمام ابن تيمية : إنهم يظنون أن لا موجود إلا ما علموه هم ... وبنو آدم ضلالهم فيما جحدوه ونفوه بغير علم أكثر من ضلالهم فيما أثبتوه وصدقوا به، قال تعالى : (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) يونس39 .
ومن الأمثلة الشاهدة على ضلال الحواس أنهم كانوا يقولون أن الإنسان يتكون من دم الحيض، ثم تقدم العلم عندهم درجة فقالوا أن الإنسان يتكون من الحيوان المنوي على هيئته قزما ثم يكبر حتى يكتمل إنسانا، وفي القرن العشرين دحض التصوير كافة آراء العلماء وجاءت النتيجة مصدقة لكتاب الله : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين )
المؤمنون 13-14.
8- ارتباط العلم الكوني بالعقل :
العلم يقوم أولا على فروض عقلية، ثم تقوم التجربة بالبرهنة على صحة هذه الفروض أو خطأها، ثم تأخذ هذه الفروض العقلية بعد ذلك شكل القانون والتعميم، ثم تصبح نظرية تقوم عليها العلوم والمعارف، وينطلق منها ويبنى عليها لتحصيل علوم ومعارف أخرى، وإذا كان ذلك كذلك فالأولى لأمة الوحي والكتاب أن تنطلق من معطيات الوحي لصياغة فروض علمية وعقلية والانطلاق منها وبها لتحصيل المعارف والعلوم.
9- ارتباط العلم الكوني بالغيبيات :
عجزت العلوم المادية رغم تطورها المذهل عن الإجابة عن عدة أسئلة جوهرية تتعلق ببدء الخلق، وكيفية تسيير الكون، ومصيره، وأصبحت في حيرة من أمرها، فأما أن تؤمن بالوحي، أو تلجأ إلى التخمين مع عجز التجربة التي جعلتها وسيلتها الوحيدة للمعرفة اليقينية.
10- توافق الكون والوحي :
الكون صادق وناطق بصحة الوحي، لذلك أمر الله بالتفكر فيه والنظر إليه ليقوم دليلا وشاهدا عقليا على صحة النبوات والرسالات، قال تعالى: ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد) فصلت53.
11- تفاوت الخلق:
الإنسان مقتر بنفسه، ويرى أنه سيد الكون وقاهر الطبيعة، ولكن الله يدله إلى حقيقة ضعفه، وأنه ما قوي إلا بتذليل المخلوقات له، وأن هنالك خلق أكبر منه، قال تعالى: ( أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها )
النازعات 27.
12- استخلاف الإنسان في الكون :
قال تعالى : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) البقرة 30، (هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ) فاطر 39، ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب ) هود 61، فالإنسان له مطلق الحرية في التصرف في الكون، والكون مسخر لكل الإنسان مؤمنه وكافره، والله أرسل إليه الرسل ليتصرف في هذا الكون بما يعود عليه بالنفع ويدفع عنه الضرر، فإن آمن واهتدى سعد في الدارين، وان كفر وضلَّ كان ذلك وبالا عليه في الدارين.
13- إمكانية إدراك عناصر الكون :
قال تعالى : ( قل انظروا ماذا في السماوات والأرض ) يونس102
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنما العلم بالتعلم) رواه البخاري
( من سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة)رواه البخاري
وانطلاقا من نصوص الوحي في القرآن والسنة أعمل السلف الصالح عقولهم وحواسهم وتفكروا في الكتابين، كتاب الله المسطور وكتابه المنظور، وخرجوا بالعلوم الجمة والمفيدة التي أقامت أعظم الحضارات على وجه التأريخ، واخترعوا المنهج العلمي التجريبي والاستقرائي الذي تقوم عليه الآن نهضة العلم الحديث، حيث يقول زيغريد هونكة : إن المسلمين قد أسسوا الطرق التجريبية في أنواع العلوم وقدموا اكتشافات كثيرة في فروع المعرفة، بالإضافة إلى هذا قدموا للغرب أثمن هدية وهي طريقة البحث العلمي الصحيح التي مهدت أمام الغرب طريقه لمعرفة أسرار الطبيعة.
مصدرية الكون للمعرفة
يعتبر الكون بثرائه وتنوعه، وانتظامه وتناسقه، وبديع تكوينه مصدرا أساسيا للمعرفة، وهو الشيء الوحيد الذي تلتقي وتتفق فيه نظريتي المعرفة الإسلامية والغربية، وتقوم صناعة المعرفة من الكون على الملاحظة العلمية الدقيقة لتفسير الظواهر بغية فهم أسرار وقوانين وسنن الكون لدراستها وضبطها التنبوء بسلوكها والاستفادة منها وتسخيرها لمصلحة الإنسان وفق المنهج الاستقرائي التجريبي الذي ينطلق من الخيال الملائم لوصف وفهم الظاهرة قيد الدرس.
ومن ثم وضع الفروض النظرية التي تعالج المشكلة أو يمكن أن تفسر الظاهرة، ومن ثم إجراء التجارب التي يمكن أن تثبت صحة هذه الفروض، وتأسيسا على ذلك يتم بناء نظري منطقي يعتمد كقاعدة معرفية سارية لفهم الظاهرة والاستفادة منها والقياس عليها.
وإذا كان المنهج التجريبي هو منتج للحضارة الإسلامية في فترة ازدهارها، فهو اليوم الوسيلة الأمضى في يد أعدائها بعد أن ترسخت في الذهنية الإسلامية مفاهيم مغلوطة أوجدت حالة من الانفصام بين علوم الكون وهدايات الوحي، تجسد هذا الانفصام في الفصل في نظم التعليم فصار هنالك تعليم مدني قائم على منهجية التبعية للغرب والاستلاب الثقافي، وتعليم ديني قائم على نهج الانغلاق والتزمت والإعراض عن الكون أو الجهل بالمعارف الكونية والعقلية اللازمة هي الأخرى للمعرفة الدينية إذ الإيمان قائم على البرهان العقلي، والله خلق الكون ليستدل به عليه، وجعله مسخرا للإنسان ليستفيد منه في حياته الدنيا ويجعله مطية لحياته الأخرى.
قال تعالى : (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) الأعراف32
و قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم )
المائدة 87
و قال تعالى: ( وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا) القصص 77
( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ) البقرة 189
فهذه كلها دلائل والحجة قائمة بها على ضلال هجر الأمة وإعراضها عن علوم الكون حتى وصلت اليوم إلى حالة الضعف والاستضعاف التي لابد لها من الخروج منها بإعمال قانون الجهاد الفكري والعلمي واستثارة علوم الوحي والكون وإتباع كافة مناهج العلم المادية والعقلية والتأريخية والسمعية لأن الحضارة الغربية وإن تقدمت فهي تأخرت أيضا باقتصارها فقط على المنهج المادي التجريبي
حسب الرسول الطيب الشيخ
مواضيع مماثلة
» تحميل كتاب الرؤية الاسلامية للاشكالية المعرفية
» من الاداب الاسلامية
» مفهوم الامة الاسلامية
» الثقافة الاسلامية مشكلات وحلول
» مقدمة في نظرية المعرفة الاسلامية
» من الاداب الاسلامية
» مفهوم الامة الاسلامية
» الثقافة الاسلامية مشكلات وحلول
» مقدمة في نظرية المعرفة الاسلامية
منتديات الثقافة الإسلامية العالمية :: إصول الثقافة الإسلامية :: منتدى الفكر الاسلامي :: منتدى الأزمة المعرفية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين يوليو 13, 2015 1:22 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» مقدمة في الدراسات السودانية
الأربعاء أبريل 15, 2015 3:21 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» الممالك السودانية القديمة
الأحد فبراير 15, 2015 2:29 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» التعريف بالقرآن الكريم
الأحد ديسمبر 14, 2014 12:57 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» أقصرتُ مذ عاد الزمانُ فأقْصَرا
الثلاثاء نوفمبر 25, 2014 1:33 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» قصة خروج النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف
الأربعاء مايو 28, 2014 1:34 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» قصة تحويل القبلة الى الكعبة
الأربعاء مايو 14, 2014 4:57 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» حديث الاسراء والمعراج
الخميس مايو 08, 2014 4:56 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» استقبال شهر الله رجب الأصب
الإثنين مايو 05, 2014 4:14 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ