بحـث
المواضيع الأخيرة
ترجمة بديع الزمان الشيخ الامام سعيد النورسي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ترجمة بديع الزمان الشيخ الامام سعيد النورسي
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة بديع الزمان الشيخ الامام سعيد النورسي
يعتبر بديع الزمان الشيخ الامام سعيد النورسي أحد أبرز علماء الإصلاح الديني والاجتماعي في العصر الراهن.
ولد سعيد النورسي في قرية (نُورس) الواقعة شرقي الأناضول في تركيا عام (1294هـ – 1877م) من أبوين صالحين كرديين كانا مضرب المثل في التقوى والورع والصلاح
ونشأ في بيئة كردية يخيم عليها الجهل والفقر، كأكثر بلاد المسلمين في أواخر القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين. وإلى قريته (نُوْرس) يُنْسَب.
اسم والده ميرزا بن علي بن خضر بن ميرزا خالد بن ميرزا رشان من عشيرة أسباريت، أما والدته فاسمها نورية بنت ملا طاهر من قرية بلكان، وهي من عشيرة خاكيف، والعشيرتان من عشائر قبائل الهكارية في تركيا
لم تكن حياة سعيد النورسي إلا ملحمة من الوقائع والأحداث التي وضع جميعها في خدمة القرآن العظيم وتفسير نصوصه، وبيان مرامي آياته البينات، ضمن رؤية تبلورت مع الزمن ومع أطوار رحلة العمر، وكانت غايتها النهائية بث اليقظة، وإعادة الحياة والفعل للأمة الإسلامية بعد طول رقاد.
ما برح سعيد أن ألتحق بمجموعة من الكتاتيب والمرافق التعليمية المبثوثة في تلك النواحي من حول قريته نورس. وكان يستوعب كل ما يقدم له من علم، وسرعان ما أضحى لا يجد ما يستجيب لنهمه التحصيلي في المراكز التي يقصدها.
ومن هنا كانت إقامته في تلك المراكز ظرفية، إذ كان يتوق إلى الاستزادة المعرفية الحقَّة. وظل يرتحل من مركز إلى مركز، ومن عالم إلى آخر حتى حفظ ما يقرب من تسعين كتابًا من أمهات الكتب.
وتهيأ بعد ذلك وبفضل المحصول العلمي الجم الذي اكتسبه في طفولته المبكرة تلك، أن يجلس إلى المناظرة ومناقشة العلماء، وأنعقدت له عدة مجالس تناظر فيها مع أبرز الشيوخ والعلماء في تلك المناطق، وظهر عليهم جميعًا.
وأنتشرت بذلك شهرته في الآفاق.
في سنة 1314 هـ 1897م ذهب إلى مدينة وان، وأنكبّ فيها بعمق على دراسة كتب الرياضيات وعلم الفلك والكيمياء والفيزياء والجيولوجيا والفلسفة والتاريخ؛ حتى تعمَّق فيها إلى درجة التأليف في بعضها فسمّي بـ بديع الزمان اعترافًا من أهل العلم بذكائه الحاد، وعلمه الغزير، وأطلاعه الواسع.
في هذه الأثناء نُشر في الصحف المحلية أن وزير المستعمرات البريطاني "غلادستون" قد صرّح في مجلس العموم البريطاني وهو يخاطب النواب قائلاً:
"ما دام القرآن بيد المسلمين فلن نستطيع أن نحكمهم، لذلك فلا مناص لنا من أن نزيله من الوجود أو نقطع صلة المسلمين به".
زلزل هذا الخبر كيانه وأقضّ مضجعه فأعلن لمن حوله:
"لأبرهنن للعالم بأن القرآن شمس معنوية لا يخبو سناها ولا يمكن إطفاء نورها".
فشد الرحال إلى استانبول عام 1325هـ (1907 م)، وقدّم مشروعًا إلى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لإنشاء جامعة إسلامية في شرقي الأناضول، أطلق عليها اسم "مدرسة الزهراء" -على غرار جامع الأزهر - تنهض بمهمة نشر حقائق الإسلام وتدمج فيها الدراسة الدينية مع العلوم الكونية الحديثة على وفق مقولته:
"ضياء القلب هو العلوم الدينية، ونور العقل هو العلوم الحديثة، فبامتزاجهما تتجلّى الحقيقة، فتتربّى همة الطالب وتعلو بكلا الجناحين، وبافتراقهما يتولد التعصب في الأولى والحيل والشبهات في الثانية".
في سنة 1329 هـ (1911م) سافر إلى دمشق، والتقى برجالاتها وعلمائها، وبسبب ما لمسوا فيه من علم ونجابة، أستمعوا إليه في الجامع الأموي الشهير بدمشق وهو يخطب في الآلاف من المصلين خطبة حفظها لنا الزمن وأشتهرت في تراثه بـ"الخطبة الشامية ". ولقد كانت تلك الخطبة برنامجًا سياسيًا واجتماعيًا متكاملاً للأمة الإسلامية.
باندلاع الحرب العالمية الأولى كان طبيعيًا أن يهب بديع الزمان في طليعة المجاهدين، فشكل فرقًا فدائية من طلابه، واستمات معهم في الدفاع عن حمى الوطن في جبهة القفقاس، وجرح في المعارك مع الروس وأسر (1334 هـ) واقتيد شبه ميت إلى " قوصتورما" من مناطق سيبيريا في روسيا حيث قضى سنتين وأربعة أشهر،
هيأ له الله أثناء "الثورة البلشفية" الانفلات، فعاد إلى بلاده في (19 رمضان 1336هـ، الموافق 8 يوليو 1918م) وأستقبل أستقبالاً رائعًا من قبل الخليفة وشيخ الإسلام والقائد العام وطلبة العلوم الشرعية، ومنح وسام الحرب.
وكلَّفته الدولة بتسلّم بعض الوظـائف، رفضها جميعًا إلاّ ما عينته له القيادة العسكرية من عضوية في "دار الحكمة الإسلامية"، التي كانت لا توجه إلاّ لكبار العلماء، فنشر في هذه الفترة أغلب مؤلفاته باللغة العربية منها:
تفسيره القيّم "إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز"، الذي ألفّه في خِضَمّ المعارك، و"المثنوي العربي النوري".
بعد دخول الغزاة إلى استانبول (13/11/1919) أحس سعيد النورسي أن طعنة كبيرة وجهت إلى العالم الإسلامي، فكان حتما أن يقف في طليعة من يتصدى للقهر والهزيمة، فسارع إلى تحرير كتيب" الخطوات الست" حرك به همة مواطنيه، ووضع تصوره لرفع المهانة وإزالة عوامل القنوط التي ألحقتها الهزيمة بالدولة العثمانية والمسلمين عامة.
وفي هذه الفترة (أي منذ 1922م) وُضعت قوانين واُتخذت القرارات لقلع الإسلام من جذوره في تركيا، وإخماد جذوة الإيمان في قلب الأمة التي رفعت راية الإسلام طيلة ستة قرون من الزمن. فأُلغيت السلطنة العثمانية في (1/11/1922م)، وأعقبه إلغاء الخلافة الإسلامية في (3/3/1924م).
وقام الشيخ سعيد بيران (البالوي) النقشبندي (13/2/1925) بالثورة ضد السلطة آنذاك، وطلب قائد الثورة من بديع الزمان أستغلال نفوذه لإمداد الثورة إلا أنه رفض المشاركة وكتب رسالة إليه جاء فيها:
"إن ما تقومون به من ثورة تدفع الأخ لقتل أخيه ولا تحقق أية نتيجة، فالأمة التركية قد رفعت راية الإسلام، وضحّت في سبيل دينها مئات الألوف بل الملايين من الشهداء، فضلاً عن تربيتها ملايين الأولياء، لذا لا يُستل السيف على أحفاد الأمة البطلة المضحية للإسلام، الأمة التركية، وأنا أيضًا لا أستلُّه عليهم".
ورغم ذلك لم ينجُ بديع الزمان من شرارة الفتن والاضطرابات؛ فنفي مع الكثيرين إلى "بوردو"، ووصل إليها في شتاء سنة 1926م.
ثم نفي وحده إلى ناحية نائية وهي "بارلا" جنوب غربي الأناضول.
ويقول عن نفسه في هذه الفترة:
"… صرفت كل همي ووقتي إلى تدبّر معاني القرآن الكريم. وبدأت أعيش حياة " سعيد الجديد"، أخذتني الأقدار نفيًا من مدينة إلى أخرى، وفي هذه الأثناء تولَّدت من صميم قلبي معاني جليلة نابعة من فيوضات القرآن الكريم، أمليتها على مَن حولي من الأشخاص، تلك الرسائل التي أطلقت عليها "رسائل النور"،
وهكذا أستمر الأستاذ النورسي على تأليف رسائل النور حتى سنة 1950م، وهو يُنقل من سجن إلى آخر ومن محكمة إلى أخرى، وهكذا طوال ربع قرن من الزمن لم يتوقف خلاله من التأليف والتبليغ حتى أصبحت أكثر من (130) رسالة، جمعت تحت عنوان "كليات رسائل النور"
ولم يتيسر لها الطبع في المطابع إلا بعد سنة 1954م. وكان الأستاذ النورسي يشرف بنفسه على الطبع حتى أكمل طبع الرسائل جميعها.
وكانت تدور مواضيعها حول تفسير آيات القرآن بأسلوب علمي عصري وكان من أقواله:
(ان الدين هو ضياء القلوب، اما العلوم الحديثة فهي نور العقول).
وهو بذلك يعتبر من رواد التفسير العلمي للقرآن
وتوفي الشيخ الإمام بديع الزمان سعيد النورسي في الخامس والعشرين من رمضان المبارك سنة 1379 هـ الموافق 23 آذار 1960م،
فدفن في مدينة "أورفة".
ولكن السلطات العسكرية الحاكمة لتركيا لم تدعه يرتاح حتى في قبره؛ إذ قاموا بعد أربعة أشهر من وفاته بهدم القبر، ونقل رفاته بالطائرة إلى جهة مجهولة!!!!!!!،
وبعد أن أعلنوا منع التجول في مدينة "أورفة". فأصبح قبره مجهولا حتى الآن لا يعرفه الناس.
اللهم أرضى عنه حيا وميتا وباقيا في ضمير الأمة مع الخالدين
نقلا عن الموسوعة الحرة ، بتصرف
تحرير: حسب الرسول الطيب الشيخ
00249923910076
hsbelrsol@gmail.com
ترجمة بديع الزمان الشيخ الامام سعيد النورسي
يعتبر بديع الزمان الشيخ الامام سعيد النورسي أحد أبرز علماء الإصلاح الديني والاجتماعي في العصر الراهن.
ولد سعيد النورسي في قرية (نُورس) الواقعة شرقي الأناضول في تركيا عام (1294هـ – 1877م) من أبوين صالحين كرديين كانا مضرب المثل في التقوى والورع والصلاح
ونشأ في بيئة كردية يخيم عليها الجهل والفقر، كأكثر بلاد المسلمين في أواخر القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين. وإلى قريته (نُوْرس) يُنْسَب.
اسم والده ميرزا بن علي بن خضر بن ميرزا خالد بن ميرزا رشان من عشيرة أسباريت، أما والدته فاسمها نورية بنت ملا طاهر من قرية بلكان، وهي من عشيرة خاكيف، والعشيرتان من عشائر قبائل الهكارية في تركيا
لم تكن حياة سعيد النورسي إلا ملحمة من الوقائع والأحداث التي وضع جميعها في خدمة القرآن العظيم وتفسير نصوصه، وبيان مرامي آياته البينات، ضمن رؤية تبلورت مع الزمن ومع أطوار رحلة العمر، وكانت غايتها النهائية بث اليقظة، وإعادة الحياة والفعل للأمة الإسلامية بعد طول رقاد.
ما برح سعيد أن ألتحق بمجموعة من الكتاتيب والمرافق التعليمية المبثوثة في تلك النواحي من حول قريته نورس. وكان يستوعب كل ما يقدم له من علم، وسرعان ما أضحى لا يجد ما يستجيب لنهمه التحصيلي في المراكز التي يقصدها.
ومن هنا كانت إقامته في تلك المراكز ظرفية، إذ كان يتوق إلى الاستزادة المعرفية الحقَّة. وظل يرتحل من مركز إلى مركز، ومن عالم إلى آخر حتى حفظ ما يقرب من تسعين كتابًا من أمهات الكتب.
وتهيأ بعد ذلك وبفضل المحصول العلمي الجم الذي اكتسبه في طفولته المبكرة تلك، أن يجلس إلى المناظرة ومناقشة العلماء، وأنعقدت له عدة مجالس تناظر فيها مع أبرز الشيوخ والعلماء في تلك المناطق، وظهر عليهم جميعًا.
وأنتشرت بذلك شهرته في الآفاق.
في سنة 1314 هـ 1897م ذهب إلى مدينة وان، وأنكبّ فيها بعمق على دراسة كتب الرياضيات وعلم الفلك والكيمياء والفيزياء والجيولوجيا والفلسفة والتاريخ؛ حتى تعمَّق فيها إلى درجة التأليف في بعضها فسمّي بـ بديع الزمان اعترافًا من أهل العلم بذكائه الحاد، وعلمه الغزير، وأطلاعه الواسع.
في هذه الأثناء نُشر في الصحف المحلية أن وزير المستعمرات البريطاني "غلادستون" قد صرّح في مجلس العموم البريطاني وهو يخاطب النواب قائلاً:
"ما دام القرآن بيد المسلمين فلن نستطيع أن نحكمهم، لذلك فلا مناص لنا من أن نزيله من الوجود أو نقطع صلة المسلمين به".
زلزل هذا الخبر كيانه وأقضّ مضجعه فأعلن لمن حوله:
"لأبرهنن للعالم بأن القرآن شمس معنوية لا يخبو سناها ولا يمكن إطفاء نورها".
فشد الرحال إلى استانبول عام 1325هـ (1907 م)، وقدّم مشروعًا إلى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لإنشاء جامعة إسلامية في شرقي الأناضول، أطلق عليها اسم "مدرسة الزهراء" -على غرار جامع الأزهر - تنهض بمهمة نشر حقائق الإسلام وتدمج فيها الدراسة الدينية مع العلوم الكونية الحديثة على وفق مقولته:
"ضياء القلب هو العلوم الدينية، ونور العقل هو العلوم الحديثة، فبامتزاجهما تتجلّى الحقيقة، فتتربّى همة الطالب وتعلو بكلا الجناحين، وبافتراقهما يتولد التعصب في الأولى والحيل والشبهات في الثانية".
في سنة 1329 هـ (1911م) سافر إلى دمشق، والتقى برجالاتها وعلمائها، وبسبب ما لمسوا فيه من علم ونجابة، أستمعوا إليه في الجامع الأموي الشهير بدمشق وهو يخطب في الآلاف من المصلين خطبة حفظها لنا الزمن وأشتهرت في تراثه بـ"الخطبة الشامية ". ولقد كانت تلك الخطبة برنامجًا سياسيًا واجتماعيًا متكاملاً للأمة الإسلامية.
باندلاع الحرب العالمية الأولى كان طبيعيًا أن يهب بديع الزمان في طليعة المجاهدين، فشكل فرقًا فدائية من طلابه، واستمات معهم في الدفاع عن حمى الوطن في جبهة القفقاس، وجرح في المعارك مع الروس وأسر (1334 هـ) واقتيد شبه ميت إلى " قوصتورما" من مناطق سيبيريا في روسيا حيث قضى سنتين وأربعة أشهر،
هيأ له الله أثناء "الثورة البلشفية" الانفلات، فعاد إلى بلاده في (19 رمضان 1336هـ، الموافق 8 يوليو 1918م) وأستقبل أستقبالاً رائعًا من قبل الخليفة وشيخ الإسلام والقائد العام وطلبة العلوم الشرعية، ومنح وسام الحرب.
وكلَّفته الدولة بتسلّم بعض الوظـائف، رفضها جميعًا إلاّ ما عينته له القيادة العسكرية من عضوية في "دار الحكمة الإسلامية"، التي كانت لا توجه إلاّ لكبار العلماء، فنشر في هذه الفترة أغلب مؤلفاته باللغة العربية منها:
تفسيره القيّم "إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز"، الذي ألفّه في خِضَمّ المعارك، و"المثنوي العربي النوري".
بعد دخول الغزاة إلى استانبول (13/11/1919) أحس سعيد النورسي أن طعنة كبيرة وجهت إلى العالم الإسلامي، فكان حتما أن يقف في طليعة من يتصدى للقهر والهزيمة، فسارع إلى تحرير كتيب" الخطوات الست" حرك به همة مواطنيه، ووضع تصوره لرفع المهانة وإزالة عوامل القنوط التي ألحقتها الهزيمة بالدولة العثمانية والمسلمين عامة.
وفي هذه الفترة (أي منذ 1922م) وُضعت قوانين واُتخذت القرارات لقلع الإسلام من جذوره في تركيا، وإخماد جذوة الإيمان في قلب الأمة التي رفعت راية الإسلام طيلة ستة قرون من الزمن. فأُلغيت السلطنة العثمانية في (1/11/1922م)، وأعقبه إلغاء الخلافة الإسلامية في (3/3/1924م).
وقام الشيخ سعيد بيران (البالوي) النقشبندي (13/2/1925) بالثورة ضد السلطة آنذاك، وطلب قائد الثورة من بديع الزمان أستغلال نفوذه لإمداد الثورة إلا أنه رفض المشاركة وكتب رسالة إليه جاء فيها:
"إن ما تقومون به من ثورة تدفع الأخ لقتل أخيه ولا تحقق أية نتيجة، فالأمة التركية قد رفعت راية الإسلام، وضحّت في سبيل دينها مئات الألوف بل الملايين من الشهداء، فضلاً عن تربيتها ملايين الأولياء، لذا لا يُستل السيف على أحفاد الأمة البطلة المضحية للإسلام، الأمة التركية، وأنا أيضًا لا أستلُّه عليهم".
ورغم ذلك لم ينجُ بديع الزمان من شرارة الفتن والاضطرابات؛ فنفي مع الكثيرين إلى "بوردو"، ووصل إليها في شتاء سنة 1926م.
ثم نفي وحده إلى ناحية نائية وهي "بارلا" جنوب غربي الأناضول.
ويقول عن نفسه في هذه الفترة:
"… صرفت كل همي ووقتي إلى تدبّر معاني القرآن الكريم. وبدأت أعيش حياة " سعيد الجديد"، أخذتني الأقدار نفيًا من مدينة إلى أخرى، وفي هذه الأثناء تولَّدت من صميم قلبي معاني جليلة نابعة من فيوضات القرآن الكريم، أمليتها على مَن حولي من الأشخاص، تلك الرسائل التي أطلقت عليها "رسائل النور"،
وهكذا أستمر الأستاذ النورسي على تأليف رسائل النور حتى سنة 1950م، وهو يُنقل من سجن إلى آخر ومن محكمة إلى أخرى، وهكذا طوال ربع قرن من الزمن لم يتوقف خلاله من التأليف والتبليغ حتى أصبحت أكثر من (130) رسالة، جمعت تحت عنوان "كليات رسائل النور"
ولم يتيسر لها الطبع في المطابع إلا بعد سنة 1954م. وكان الأستاذ النورسي يشرف بنفسه على الطبع حتى أكمل طبع الرسائل جميعها.
وكانت تدور مواضيعها حول تفسير آيات القرآن بأسلوب علمي عصري وكان من أقواله:
(ان الدين هو ضياء القلوب، اما العلوم الحديثة فهي نور العقول).
وهو بذلك يعتبر من رواد التفسير العلمي للقرآن
وتوفي الشيخ الإمام بديع الزمان سعيد النورسي في الخامس والعشرين من رمضان المبارك سنة 1379 هـ الموافق 23 آذار 1960م،
فدفن في مدينة "أورفة".
ولكن السلطات العسكرية الحاكمة لتركيا لم تدعه يرتاح حتى في قبره؛ إذ قاموا بعد أربعة أشهر من وفاته بهدم القبر، ونقل رفاته بالطائرة إلى جهة مجهولة!!!!!!!،
وبعد أن أعلنوا منع التجول في مدينة "أورفة". فأصبح قبره مجهولا حتى الآن لا يعرفه الناس.
اللهم أرضى عنه حيا وميتا وباقيا في ضمير الأمة مع الخالدين
نقلا عن الموسوعة الحرة ، بتصرف
تحرير: حسب الرسول الطيب الشيخ
00249923910076
hsbelrsol@gmail.com
رد: ترجمة بديع الزمان الشيخ الامام سعيد النورسي
طرح الامام النورسي فكرة وجوب انشاء جامعة اسلامية باسم مدرسة الزهراء في شرقي الأناضول بغية تحقيق تعليم قوي يجعل المسلمين متفوقين على الغرب فكرا وعلما.
فحضر إلى إستانبول من أجل تحقيق هذه الغاية، ومع أنه لم يوفق في هذا الأمر توفيقا كليًّا، إلا أنه فضل البقاء في إستانبول على الذهاب إلى بلده، فدخل في الصراع الاجتماعي فيها، وحوكم في المحاكم العسكرية بعد واقعة31مارس ولكن برأت ساحته،
ثم سافر إلى تفليس عاصمة جمهورية جورجيا الحالية عبر مدينة باطوم (مدينة تابعة لجورجيا على البحر الأسود)، ومن ثَمَّ إلى مدينة وَانْ شرقي تركيا وطاف بالعشائر وقام بين هذه العشائر بالإرشاد بإلقاء دروس اجتماعية وعلمية وفكرية ثم سافر إلى دمشق، وألقى خطبة بديعة في الجامع الأموي بإصرار من علماء الشام، وقد حضر هذه الخطبة مايقارب عشرة آلاف شخص من بينهم أكثر من مائة من العلماء
وقد طُبعت هذه الخطبة البديعة باسم الخطبة الشامية وهي تعالج مشكلات العالم الإسلامي المعاصر وتضع الحلول لها
شارك الإمام المجدد بديع الزمان سعيد النورسي كقائد لفريق كوّنه من تلاميذه في الحرب العالمية الأولى في جبهة الشرق
وألف في أثناء الحرب كتابه المشهور بـ : ”إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز″
وهو كتاب بديع رائع في علم التفسير ويعد مدرسة قائمة بذاتها
ثم وقع جريحًا في المعركة وأسر من قبل الروس في أثناء احتلالهم لمدينة بتليس ومن ثَمَّ أخذوه إلى سيبريا، فعاش هناك حياة الأسر سنتين ونصف، ثم استطاع أن يهرب من الأسر وأن يصل إلى إستانبول في 25 يونيو 1918م، مفعلا نشاطاته ضد القوات البريطانية المحتلة لمدينة إستانبول
لقد أيد الإمام المجدد بديع الزمان سعيد النورسي ودعم الحركات الشعبية التي قامت بالحرب ضد المحتلين واكتسب تقدير الحكومة، فدعته الحكومة إلى أنقرة فلبى الدعوة وذهب إلى أنقرة لكن الوضع هناك لم يعجبه فسافر إلى مدينة وان، ولم يتراجع عن رأيه على الرغم مما عرض عليه من مغريات كثيرة.
وبدأ حياة الانزواء في جبل أَرَكْ بمدينة وان، ثم لم يلبث أن وقع تمرد الشيخ سعيد النقشبندي ضد النظام، في ذلك الوقت، ومع أن الإمام المجدد لم تكن له علاقة بما وقع إلا أنه نُفي إلى إستانبول أولا ثم إلى بور دور ثم إلى إسبارطة قبل عام 1925م، بعد ذلك نفي إلى قرية بارل االنائية من قرى إسبارطة
فحياة الإمام المجدد منذ ولادته إلى حرب العالمية الأولى تسمى عهد سعيد القديم،
وما بين سنوات الأسر وبين حياته في مدينة وان تسمى مرحلة التخلص من عهد سعيد القديم والبدء بمرحلة سعيد الجديد،
والمرحلة التي بدأت بتأليف رسائل النور في بارلا تسمى عهد سعيد الجديد،
فألف في بارلا ثلاثة أرباع رسائل النور الكلمات، واللمعات، والمكتوبات التي تتناول في أكثر ماتتناول المسائل الإيمانية، فاستخدم منهجا مختلفا وغير معتاد في نشر هذه المؤلفات في جميع الأناضول،
واشترط لمن أراد أن يتتلمذ على يديه أن يكتب رسائل النور وجعل الكل يكتبها بالحروف القرآنية، فكان تلاميذه الذين التفّوا حوله في إسبارطة وبارلا يحافظون على القرآن بتعلم حروفه، وينشرون رسائل النور بالاستنساخ يدويًّا ويزيدون عدد الذين يستنسخونها في وقت محاولة طمس كل معالم القرآن، فانتشرت رسائل النور بهذه الوسيلة سرًّا في جميع أرجاء الأناضول
وفي عام 1934م، نقل من قرية بارلا إلى إسبارطة، وبعد عام اعتُقل هو ومائة وعشرون من تلاميذه ووجهت اتهامات ضدهم بتأسيس جمعية سرية ومحاربة النظام وإسقاطه وحوكموا في محكمة الجنايات في مدينة أَسْكِشَهِر فصدر القرار ضدهم بالسجن
ثم استمرت حياته في السجون والمنفى والمحاكم، إذ نفي إلى مدينة قاسطموني في شمالي تركيا فبقي هناك ثماني سنوات بين الأعوام 35-1943م
ثم محكمة دنيزلي في جنوب غرب تركيا وقد سجن فيها في عام 1943م
ثم المنفى في مدينة أمير طاغ بين الأعوام 43-1948م ، ثم المنفى في أمير طاغ مرة أخرى 50-1953م، وقد تعرض لتسميم مرارًا
وفي الشهرالثالث من عام 1960 اشتد مرضه، وسافر إلى مدينة أورفة في جنوب شرقي تركيا بسبب شدة مراقبة الشرطة ومضايقاتها له، وفي الثالث والعشرين من الشهرنفسه انتقل إلى رحمة الرحمن 1379هـ،
وبعد شهرين من وفاته حدث انقلاب عسكري، وفي الشهرالسابع من العام نفسه نبش قبره ونقل جثمانه المبارك إلى مكان مجهول
فحضر إلى إستانبول من أجل تحقيق هذه الغاية، ومع أنه لم يوفق في هذا الأمر توفيقا كليًّا، إلا أنه فضل البقاء في إستانبول على الذهاب إلى بلده، فدخل في الصراع الاجتماعي فيها، وحوكم في المحاكم العسكرية بعد واقعة31مارس ولكن برأت ساحته،
ثم سافر إلى تفليس عاصمة جمهورية جورجيا الحالية عبر مدينة باطوم (مدينة تابعة لجورجيا على البحر الأسود)، ومن ثَمَّ إلى مدينة وَانْ شرقي تركيا وطاف بالعشائر وقام بين هذه العشائر بالإرشاد بإلقاء دروس اجتماعية وعلمية وفكرية ثم سافر إلى دمشق، وألقى خطبة بديعة في الجامع الأموي بإصرار من علماء الشام، وقد حضر هذه الخطبة مايقارب عشرة آلاف شخص من بينهم أكثر من مائة من العلماء
وقد طُبعت هذه الخطبة البديعة باسم الخطبة الشامية وهي تعالج مشكلات العالم الإسلامي المعاصر وتضع الحلول لها
شارك الإمام المجدد بديع الزمان سعيد النورسي كقائد لفريق كوّنه من تلاميذه في الحرب العالمية الأولى في جبهة الشرق
وألف في أثناء الحرب كتابه المشهور بـ : ”إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز″
وهو كتاب بديع رائع في علم التفسير ويعد مدرسة قائمة بذاتها
ثم وقع جريحًا في المعركة وأسر من قبل الروس في أثناء احتلالهم لمدينة بتليس ومن ثَمَّ أخذوه إلى سيبريا، فعاش هناك حياة الأسر سنتين ونصف، ثم استطاع أن يهرب من الأسر وأن يصل إلى إستانبول في 25 يونيو 1918م، مفعلا نشاطاته ضد القوات البريطانية المحتلة لمدينة إستانبول
لقد أيد الإمام المجدد بديع الزمان سعيد النورسي ودعم الحركات الشعبية التي قامت بالحرب ضد المحتلين واكتسب تقدير الحكومة، فدعته الحكومة إلى أنقرة فلبى الدعوة وذهب إلى أنقرة لكن الوضع هناك لم يعجبه فسافر إلى مدينة وان، ولم يتراجع عن رأيه على الرغم مما عرض عليه من مغريات كثيرة.
وبدأ حياة الانزواء في جبل أَرَكْ بمدينة وان، ثم لم يلبث أن وقع تمرد الشيخ سعيد النقشبندي ضد النظام، في ذلك الوقت، ومع أن الإمام المجدد لم تكن له علاقة بما وقع إلا أنه نُفي إلى إستانبول أولا ثم إلى بور دور ثم إلى إسبارطة قبل عام 1925م، بعد ذلك نفي إلى قرية بارل االنائية من قرى إسبارطة
فحياة الإمام المجدد منذ ولادته إلى حرب العالمية الأولى تسمى عهد سعيد القديم،
وما بين سنوات الأسر وبين حياته في مدينة وان تسمى مرحلة التخلص من عهد سعيد القديم والبدء بمرحلة سعيد الجديد،
والمرحلة التي بدأت بتأليف رسائل النور في بارلا تسمى عهد سعيد الجديد،
فألف في بارلا ثلاثة أرباع رسائل النور الكلمات، واللمعات، والمكتوبات التي تتناول في أكثر ماتتناول المسائل الإيمانية، فاستخدم منهجا مختلفا وغير معتاد في نشر هذه المؤلفات في جميع الأناضول،
واشترط لمن أراد أن يتتلمذ على يديه أن يكتب رسائل النور وجعل الكل يكتبها بالحروف القرآنية، فكان تلاميذه الذين التفّوا حوله في إسبارطة وبارلا يحافظون على القرآن بتعلم حروفه، وينشرون رسائل النور بالاستنساخ يدويًّا ويزيدون عدد الذين يستنسخونها في وقت محاولة طمس كل معالم القرآن، فانتشرت رسائل النور بهذه الوسيلة سرًّا في جميع أرجاء الأناضول
وفي عام 1934م، نقل من قرية بارلا إلى إسبارطة، وبعد عام اعتُقل هو ومائة وعشرون من تلاميذه ووجهت اتهامات ضدهم بتأسيس جمعية سرية ومحاربة النظام وإسقاطه وحوكموا في محكمة الجنايات في مدينة أَسْكِشَهِر فصدر القرار ضدهم بالسجن
ثم استمرت حياته في السجون والمنفى والمحاكم، إذ نفي إلى مدينة قاسطموني في شمالي تركيا فبقي هناك ثماني سنوات بين الأعوام 35-1943م
ثم محكمة دنيزلي في جنوب غرب تركيا وقد سجن فيها في عام 1943م
ثم المنفى في مدينة أمير طاغ بين الأعوام 43-1948م ، ثم المنفى في أمير طاغ مرة أخرى 50-1953م، وقد تعرض لتسميم مرارًا
وفي الشهرالثالث من عام 1960 اشتد مرضه، وسافر إلى مدينة أورفة في جنوب شرقي تركيا بسبب شدة مراقبة الشرطة ومضايقاتها له، وفي الثالث والعشرين من الشهرنفسه انتقل إلى رحمة الرحمن 1379هـ،
وبعد شهرين من وفاته حدث انقلاب عسكري، وفي الشهرالسابع من العام نفسه نبش قبره ونقل جثمانه المبارك إلى مكان مجهول
رد: ترجمة بديع الزمان الشيخ الامام سعيد النورسي
حقيقةً إن القرآن الكريم ليفعل فعله العجيب في النفوس والقلوب والأرواح، وهذا ما حدث بالفعل لبديع الزمان سعيد النورسي الذي عاش مع القرآن الكريم لفترة طويلة ثم خرج من تلك المعايشة بالفيوضات الربانية القرآنية التي فاضت عليه من قبل المولى عز وجل والتي ظهرت نتائجها الباهرة والعظيمة في مجموعة رسائل النور التي أحدثت تغييرا هائلا في المجتمع التركي، وفي بقية أرجاء العالم. فلكم الشكر على عرض هذا الموضوع المهم والشيق.
محمد مصطفى محمد صالح- عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 24/12/2012
مواضيع مماثلة
» من وحي الخطبة الشامية للامام بديع الزمان سعيد النورسي
» ترجمة الامام مسلم
» ترجمة الشيخ احمد علي الإمام
» ترجمة صمويل هنتغتون
» فتوى الامام السيوطي في صحة الاحتفال بالمولد
» ترجمة الامام مسلم
» ترجمة الشيخ احمد علي الإمام
» ترجمة صمويل هنتغتون
» فتوى الامام السيوطي في صحة الاحتفال بالمولد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين يوليو 13, 2015 1:22 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» مقدمة في الدراسات السودانية
الأربعاء أبريل 15, 2015 3:21 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» الممالك السودانية القديمة
الأحد فبراير 15, 2015 2:29 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» التعريف بالقرآن الكريم
الأحد ديسمبر 14, 2014 12:57 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» أقصرتُ مذ عاد الزمانُ فأقْصَرا
الثلاثاء نوفمبر 25, 2014 1:33 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» قصة خروج النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف
الأربعاء مايو 28, 2014 1:34 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» قصة تحويل القبلة الى الكعبة
الأربعاء مايو 14, 2014 4:57 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» حديث الاسراء والمعراج
الخميس مايو 08, 2014 4:56 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» استقبال شهر الله رجب الأصب
الإثنين مايو 05, 2014 4:14 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ