بحـث
المواضيع الأخيرة
مفهوم عمارة الكون في الاسلام
صفحة 1 من اصل 1
مفهوم عمارة الكون في الاسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم عمارة الكون في الاسلام
جعل الله الانسان خليفة له على الكون، ليعمره بالاحسان؛ وفق موجهات الوحي ودليل العقل وسوي الفطرة وصحيح التجربة والذوق السليم، قال تعالى:
(وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)، البقرة30،
وفي آية أخرى:
(يا داؤود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق)، سورة ص26،
وقال تعالى:
(هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، هود61،
وقال تعالى:
(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، الحجرات13،
وقال تعالى:
(وتعاونوا على البر والتقوى)، المائدة2،
وقال تعالى:
(وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه)الجاثية13،
وقال تعالى:
(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) الأعراف32،
وعندما فهم المسلمون الأوائل هذه الآيات وساروا على هديها استطاعوا بسط نفوذهم على معظم أرجاء المعمورة ورفعوا راية التوحيد عالية خفاقة، وأقاموا العدل بين العالمين، وقمعوا الظالمين ونصروا المستضعفين.
ولكن اليوم غابت هذه المفاهيم عن أذهان المسلمين، وسيطرت عليهم مفاهيم جزئية حصرت الدين في الصلوات الخمس وصوم رمضان والاجتهاد في صلاة التراويح، وجعلوا الدين شأنا فرديا خاصا، لا علاقة له بشئون الجماعة، ولا بترتيب شئون المجتمع، بل إلتمسوا نظما اجتماعية من التجارب الوضعية الشوهاء كالرأسمالية والاشتراكية والعلمانية،
فلا غرو أن سيطرت على العالم قوى أخرى بسطت الضلال وأشاعت الفواحش وأظهرت الإلحاد وأمرت بالمنكر ونهت عن المعروف، فما الحل إذن؟؟،
فمن الواجب اليوم قبل الغد الرجوع إلى الأصل الكتاب والسنة وإعمال الفكر فيهما لاستخراج مناهج العمل والنظر لإعمار الكون بالحق والخير والجمال.
موجهات العمران الاسلامي:
والتي يمكن ان نحصر أهمها في 7 نقاط هي:
1- التوحيد:
يعمر الكون أول ما يعمر بكلمة الاخلاص والتوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله.
2- إقامة العدل:
يعمر الكون ببسط العدل وإرغام الظالم ونصرة الضعيف، وهذا لا يتم إلا بإقامة الجماعة وأن تصير للدين شوكة ودولة عظمى (كما هي لأمريكا الآن مثلا)؛ بها الانسان القوي المعافى بدنا وروحا ونفسا وعقلا وعاطفة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فأين نحن الآن من ذلك!!؟
3- بسط الشورى:
يعمر الكون بمد الجسور نحو الآخر، وعدم ممارسة إقصاء الآخر أو التعصب ضده، وتعظيم الجماعة والانضواء تحت لوائها وإطاعة السلطان الصالح الذي لا يمارس القهر أو الإستبداد السياسي، أو يضيع ثروات الأمة أو يوالي أعدائها.
4- إلتزام الوسطية:
يعمر الكون بالتوسط في الإمور كلها بلا إفراط أو تفريط، فلا عدوان ولا ضرر ولا ضرار، كما انه لا تفريط في رد العدوان واسترداد الحقوق والأخذ بالقصاص،
(وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا)القصص77،
والمؤمن لا يزال بين الخوف والرجاء والصبر والشكر، فلا يأمن من مكر الله وبنفس القدر لا ييأس من رحمة الله، وكما له حقوق عليه واجبات.
5- عدم الاسراف:
يعمر الكون بالانضباط في استهلاك الطاقة، والتقلل في اسيتفاء المتطلبات، فإن التنعم لا حد له، والنفس كلما حصلت منفعة تطلعت إلى أخرى أكبر منها، وهكذا حتى تضطر إلى أكل مال الغير والاعتداء على حقوق الآخرين فيظهر الظلم ويفشو الفساد،
قال تعالى:
(وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين)، الأعراف31،
(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)، الاسراء27،
6- الرفق والاحسان ومكارم الأخلاق:
يعمر الكون بالسعي نحو تحصيل المنافع وطلب الأرزاق وتثمير الأموال، لكن أن يتوجه إلى كل ذلك بالرفق والاحسان من دون جشع أو أنشطة طفيلية تنفع واحد؛ وتضر الألوف بل الملايين. فالمصلحة الفردية معترف بها داخل الثقافة الاسلامية لأنها أمر فطري أن يسعى الانسان نحو تحقيق مصلحته الفردية، ولكن لها ضوابط شرعية هي أن تكون هذه المصلحة في مباح فلا يصح الاتجار بالمخدرات مثلا مهما كانت تحقق من الأرباح، كذلك يجب أن تصب مصلحة الفرد في مصلحة المجتمع، فلا يصح مثلا الاستثمار في البناء إذا كان المجتمع في حوجة ماسة إلى الغذاء، فحينها بدل أن تبني برجا تجاريا أبني صومعة للغلال، أو مصنعا للمنتجات الغذائية، أو استجلاب المحاصيل من البلاد البعيدة لايجاد الوفرة، أو استثمر في القطاع الزراعي والحيواني مثلا، وكل هذه الأمور تقاس بالعقل، فالضابط الشرعي فيها هو تقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد إذا تعارضتا، وأن تكون قوة القوي في مصلحة ضعف الضعيف بدل أن تكون خصما عليه، لذلك يجب على القوي رحمة الضعيف ورعايته، وإنما تنصرون بضعفاءكم، إلى غير ذلك من المعاني من بر الوالدين وصلة الرحم والعفو عن الحقوق وترك الجدل والمراء وإن كان محقا، والزهد والايثار، والتماس الأعذار للآخرين ما أمكن، وكل ما يمكن أن نصفه بمكارم الأخلاق
7- اللمسة الجمالية:
يعمر الكون بالتجمل ظاهرا وباطنا، ومراعاة الزينة، والجانب الجمالي في الأنفس والأشياء، مع مراعاة الحد المعقول من ذلك بلا أفراط أو تفريط.
كتب ذلك: حسب الرسول الطيب الشيخ؛ غفر الله له ولوالديه
مفهوم عمارة الكون في الاسلام
جعل الله الانسان خليفة له على الكون، ليعمره بالاحسان؛ وفق موجهات الوحي ودليل العقل وسوي الفطرة وصحيح التجربة والذوق السليم، قال تعالى:
(وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)، البقرة30،
وفي آية أخرى:
(يا داؤود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق)، سورة ص26،
وقال تعالى:
(هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، هود61،
وقال تعالى:
(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، الحجرات13،
وقال تعالى:
(وتعاونوا على البر والتقوى)، المائدة2،
وقال تعالى:
(وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه)الجاثية13،
وقال تعالى:
(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) الأعراف32،
وعندما فهم المسلمون الأوائل هذه الآيات وساروا على هديها استطاعوا بسط نفوذهم على معظم أرجاء المعمورة ورفعوا راية التوحيد عالية خفاقة، وأقاموا العدل بين العالمين، وقمعوا الظالمين ونصروا المستضعفين.
ولكن اليوم غابت هذه المفاهيم عن أذهان المسلمين، وسيطرت عليهم مفاهيم جزئية حصرت الدين في الصلوات الخمس وصوم رمضان والاجتهاد في صلاة التراويح، وجعلوا الدين شأنا فرديا خاصا، لا علاقة له بشئون الجماعة، ولا بترتيب شئون المجتمع، بل إلتمسوا نظما اجتماعية من التجارب الوضعية الشوهاء كالرأسمالية والاشتراكية والعلمانية،
فلا غرو أن سيطرت على العالم قوى أخرى بسطت الضلال وأشاعت الفواحش وأظهرت الإلحاد وأمرت بالمنكر ونهت عن المعروف، فما الحل إذن؟؟،
فمن الواجب اليوم قبل الغد الرجوع إلى الأصل الكتاب والسنة وإعمال الفكر فيهما لاستخراج مناهج العمل والنظر لإعمار الكون بالحق والخير والجمال.
موجهات العمران الاسلامي:
والتي يمكن ان نحصر أهمها في 7 نقاط هي:
1- التوحيد:
يعمر الكون أول ما يعمر بكلمة الاخلاص والتوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله.
2- إقامة العدل:
يعمر الكون ببسط العدل وإرغام الظالم ونصرة الضعيف، وهذا لا يتم إلا بإقامة الجماعة وأن تصير للدين شوكة ودولة عظمى (كما هي لأمريكا الآن مثلا)؛ بها الانسان القوي المعافى بدنا وروحا ونفسا وعقلا وعاطفة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فأين نحن الآن من ذلك!!؟
3- بسط الشورى:
يعمر الكون بمد الجسور نحو الآخر، وعدم ممارسة إقصاء الآخر أو التعصب ضده، وتعظيم الجماعة والانضواء تحت لوائها وإطاعة السلطان الصالح الذي لا يمارس القهر أو الإستبداد السياسي، أو يضيع ثروات الأمة أو يوالي أعدائها.
4- إلتزام الوسطية:
يعمر الكون بالتوسط في الإمور كلها بلا إفراط أو تفريط، فلا عدوان ولا ضرر ولا ضرار، كما انه لا تفريط في رد العدوان واسترداد الحقوق والأخذ بالقصاص،
(وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا)القصص77،
والمؤمن لا يزال بين الخوف والرجاء والصبر والشكر، فلا يأمن من مكر الله وبنفس القدر لا ييأس من رحمة الله، وكما له حقوق عليه واجبات.
5- عدم الاسراف:
يعمر الكون بالانضباط في استهلاك الطاقة، والتقلل في اسيتفاء المتطلبات، فإن التنعم لا حد له، والنفس كلما حصلت منفعة تطلعت إلى أخرى أكبر منها، وهكذا حتى تضطر إلى أكل مال الغير والاعتداء على حقوق الآخرين فيظهر الظلم ويفشو الفساد،
قال تعالى:
(وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين)، الأعراف31،
(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)، الاسراء27،
6- الرفق والاحسان ومكارم الأخلاق:
يعمر الكون بالسعي نحو تحصيل المنافع وطلب الأرزاق وتثمير الأموال، لكن أن يتوجه إلى كل ذلك بالرفق والاحسان من دون جشع أو أنشطة طفيلية تنفع واحد؛ وتضر الألوف بل الملايين. فالمصلحة الفردية معترف بها داخل الثقافة الاسلامية لأنها أمر فطري أن يسعى الانسان نحو تحقيق مصلحته الفردية، ولكن لها ضوابط شرعية هي أن تكون هذه المصلحة في مباح فلا يصح الاتجار بالمخدرات مثلا مهما كانت تحقق من الأرباح، كذلك يجب أن تصب مصلحة الفرد في مصلحة المجتمع، فلا يصح مثلا الاستثمار في البناء إذا كان المجتمع في حوجة ماسة إلى الغذاء، فحينها بدل أن تبني برجا تجاريا أبني صومعة للغلال، أو مصنعا للمنتجات الغذائية، أو استجلاب المحاصيل من البلاد البعيدة لايجاد الوفرة، أو استثمر في القطاع الزراعي والحيواني مثلا، وكل هذه الأمور تقاس بالعقل، فالضابط الشرعي فيها هو تقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد إذا تعارضتا، وأن تكون قوة القوي في مصلحة ضعف الضعيف بدل أن تكون خصما عليه، لذلك يجب على القوي رحمة الضعيف ورعايته، وإنما تنصرون بضعفاءكم، إلى غير ذلك من المعاني من بر الوالدين وصلة الرحم والعفو عن الحقوق وترك الجدل والمراء وإن كان محقا، والزهد والايثار، والتماس الأعذار للآخرين ما أمكن، وكل ما يمكن أن نصفه بمكارم الأخلاق
7- اللمسة الجمالية:
يعمر الكون بالتجمل ظاهرا وباطنا، ومراعاة الزينة، والجانب الجمالي في الأنفس والأشياء، مع مراعاة الحد المعقول من ذلك بلا أفراط أو تفريط.
كتب ذلك: حسب الرسول الطيب الشيخ؛ غفر الله له ولوالديه
مواضيع مماثلة
» مفهوم الوحي في الاسلام
» نظام الأسرة في الاسلام
» مفهوم الامة الاسلامية
» مفهوم نظرية المعرفة
» تربية اليتيم في الاسلام
» نظام الأسرة في الاسلام
» مفهوم الامة الاسلامية
» مفهوم نظرية المعرفة
» تربية اليتيم في الاسلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين يوليو 13, 2015 1:22 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» مقدمة في الدراسات السودانية
الأربعاء أبريل 15, 2015 3:21 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» الممالك السودانية القديمة
الأحد فبراير 15, 2015 2:29 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» التعريف بالقرآن الكريم
الأحد ديسمبر 14, 2014 12:57 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» أقصرتُ مذ عاد الزمانُ فأقْصَرا
الثلاثاء نوفمبر 25, 2014 1:33 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» قصة خروج النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف
الأربعاء مايو 28, 2014 1:34 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» قصة تحويل القبلة الى الكعبة
الأربعاء مايو 14, 2014 4:57 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» حديث الاسراء والمعراج
الخميس مايو 08, 2014 4:56 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» استقبال شهر الله رجب الأصب
الإثنين مايو 05, 2014 4:14 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ