بحـث
المواضيع الأخيرة
ترجمات الاستشراق لمعاني القرآن
صفحة 1 من اصل 1
ترجمات الاستشراق لمعاني القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمات الاستشراق لمعاني القرآن الكريم
تنقسم الترجمات الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم إلى قسمين:
ترجمات كاملة لمعاني القرآن الكريم،
وترجمات لبعض سور القرآن الكريم.
ومن الترجمات الكاملة ما هو مرتّب حسب الترتيب المصحفي المأثور مثل ترجمة جورج سيل وآربري،
ومنها ما هو مرتب على ترتيب النـزول مثل ترجمة رودول وبالمر وبيل.
وقد غيَّر هؤلاء الترتيب المصحفي المأثور ظنـا أن الترتيب النـزولي يبين التطورات الفكرية للرسول صلى الله عليه وسلم على حد زعمهم.
ومعظم الترجمات الاستشراقية تنكر أن الإسلام دين سماوي،
ويتجلى ذلك في جملة من المغالطات التي تنم عن جهل مطبق بأبسط مبادئ الإسلام وعدم اكتراث بالمنهج العلمي في الترجمة الذي يقتضي اطلاع المترجم على أمهات الكتب الإسلامية في هذا المجال وكذلك كتب اللغة المتعلقة بعلوم القرآن الكريم.
ومن هذه المغالطات ما يلي:
( 1 ) أن المستشرقين عمدوا إلى تحريف مسمى ديننا الحنيف وجعلوه
"المحمدية" "Muhammadanism"
لإيهام الناس بأن الإسلام من وضع محمد صلى الله عليه وسلم،
لذا رأينا بعض الترجمات الاستشراقية الكافـرة برسالـة الإسلام قد عُنونت بـ :
"قرآن محمد" The Koran of Mahmet
وزعم إلكزاندر روس Alexander Ross - صاحب هذه الترجمة - أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو نبي الأتراك ومؤلف القرآن؟!.
( 2 ) تمشيا مع المزاعم الاستشراقية التي لا تستند إلى أي دليل علمي وتزعم بأن القرآن الكريم من صنع محمد صلى الله عليه وسلم، غيَّر المستشرقون المصطلحات الدالة على الوحي بأخرى تدل على أن الإسلام دعوة أو رسالة وضعية.
ومن المحزن أن بعض الأقلام الإسلامية وأجهزة الإعلام بأنواعها كافة اعتمدت مثل هذه المصطلحات المغرضة دون تمحيص؟!.
وفيما يلي أمثلة من هذه المصطلحات التي تعدّ من الأخطاء العقدية الجسيمة. كيف لا وهي تنفي عن الإسلام صفة الوحي؟:
أولا : استخدام مصطلح inspiration بدلا من revelation للتعبير عن الوحي.
وتُعرف المعاجم الإنجليزية هذين المصطلحين على النحو التالي:
Inspiration : stimulation or a rousal of the mind, feelings etc, to special or unusual activity or creativity from such a state
Revelation : God's disclosure of his own nature and his purpose for mankind, esp. through the words of human intermediaries
ويتضح البون الشاسع في معنى المصطلحين، ففي حين أن المصطلح الأول يعبر عن إنتاج بشري وهو ما يعادله لفظ "تفتق ذهني" في اللغة العربية
نجد أن الآخر يعبر عن وحي رباني على لسان بشر.
وهكذا نجد أن استخدام المصطلح inspiration يوهم القارئ بأن القرآن الكريم ما هو إلا من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم .
ثانيا: استخدام كلمة apostle مقابلا لكلمة النبي أو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع ما في ذلك من انتقاصٍ شديدٍ من قدر سيد الأنام إمام المرسلين وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وفيما يلي نورد تعريف الكلمة في معجم Collins :
Apostle : 1. One of the 12 disciples chosen by Christ to preach his gospel
2. any prominent Christian missionary, esp. one who first converts a nation or people
a church reformer. 4 an ardent-3 early supporter of a cause, reform movement
والتعريفات الأربعة لا تفي بمعنى كلمة النبي أو الرسول:
فالتعريف الأول ينص على أن apostle تعني أحد حواريي عيسى عليه السلام لنشر الإنجيل.
أما الثاني فيعني أي مبشر نصراني مرموق ولاسيما أول من يُنصر أمة أو شعبا.
ويشير التعريف الثالث إلى مصلحٍ كنسِيّ،
في حين يشير التعريف الأخير إلى أحد أوائل المساندين لقضية أو حركة إصلاحية.
والمستشرقون إذ يستخدمون هذه الكلمة لوصف الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنما يعززون مزاعمهم بأنه قد استقى الإسلام من النصرانية واليهودية، ولا سيما أنهم ينفون عنه صفة الأمية للتدليل على ذلك؟!.
ومن المغالطـات السائدة في كتابات المستشرقين وترجماتهم: أن القرآن الكريم ما هو إلا مجموعة أقاويل متفرقـة وقصص سمعها الرسول صلى الله عليه وسلم من أحبار اليهود والنصارى.
أما الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهـي عن المنكر فهي الأخـرى تحكي الإيحاء الفكري السائـد عند شيوخ مكة المكرمة آنذاك حيث كانت صفـة المـروءة - ومعنـاها الفتـوة والشجاعـة والحميـة وحب الخير للناس ونصرة الضعيف - محمودة عند العرب.
وكانت هذه الأوصـاف الفاضلـة دينـا وعقيـدة للعرب الأولين؟!.
وقد أسهب مونتجمري وات في بيان هذه الأوصـاف في كتابه :
"محمد بمكة" تحت عنوان:
المعيار الخلقي The Moral Ideal
ونـرى أن الكلمـة المناسبـة لمعنى النبـيّ صلى الله عليه وسلم هي the prophet التي تعرف في معجم Collins بأنها :
1. the principal designation of Mohammed as the founder of Islam
2. A person who speaks by divine inspiration
وهذا المعنى يفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتلقى الوحي من الله سبحانه وتعالى.
ثالثا : من الأخطاء العقدية الجسيمة التي ارتكبها المستشرقون في ترجماتهم وتسربت إلى الترجمات الأخرى بما فيها الإسلامية: استخدام كلمة "Verse" مقابلا لكلمة "آيـة" قرآنية.
وهو مصطلح استشراقي مغرض يهدف إلى وصف القرآن الكريم بالشعر وأن محمدا صلى الله عليه وسلم كان شاعرا وهو ما يتعارض مع كتاب الله العزيز.
ولنقرأ معا تعريف المعجم الإنجليزي لكلمة: Verse
Verse : 1. A stanza or other short subdivision of a poem
2. Poetry as distinct from prose
3. A series of metrical feet forming a rhythmical unit of one line
4. a specified type of metre or metrical structure : iambic verse
5. One of the series of short subsections into which most of the writings on the Bible are divided
6. a metrical composition; poem
يتبين لنا من التعريفات ( 1 - 4 و 6 ) للكلمة أنها تعني مقطعا من قصيدة أو الشعر أو أحد الأوزان الشعرية إلخ
ولا يخفى فداحة الخطأ العقدي هنا.
أما التعريف الخامس للكلمة فيشبه القرآن الكريم ( الآيات القرآنية بمعنى أدق ) بالإنجيل ولا يحتاج المسلم لكبير جهدٍ للرد على هذه الافتراءات؛
إذ كيف يشبه كلام الله سبحانه وتعالى بما كتبه مرقس ويوحنا ومتىّ ولوقا من أناجيل لا تقرّ الكنيسة غيرها؟!
ومتى تكف الأقلام الإسلامية عن التقليد الأعمى لما يكتبه الصليبيون واليهود وتلاميذهم في بلدان العالم الإسلامي؟!
وهل نسمح لأقلامنا أن تصبح معول هدم لدين الله الذي يعترف أعداؤه بأنه أسرع الديانات انتشارا؟!
وقد صدرت كتب تحذر من هذا الانتشار السريع للإسلام رغم الحملات الحاقـدة التي لاتكـلّ ولا تمـلّ ( صـدر كتـاب في الولايـات المتحدة الأمريكية بعنوان :
( The Islamic Invasion )
ونرى أنه إذا تعذّر وجود مقابل دقيق في لغات الغير للتعبير عن معنى المصطلح القرآني أن يؤخذ المصطلح العربي كما هو ثم يشرح معناه منعا لحدوث خلل في الترجمة يؤدي إلى أخطاء عقدية فادحة من هذا النوع.
وقد حدث هذا في مئات المصطلحات التي تعذر ترجمتها ترجمة دقيقة مثل الزكاة والمسجد والمنارة والشيخ والمفتي وغيرها كثير.
فلكل عقيدة مصطلحاتها الخاصة بها وهي خصوصية ينبغي صونها عندما يتعلق الأمر بكتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ( ومعلوم أن كلمة آية تحمل أكثر من معنى تتحدد في السياق القرآني ) .
رابعا : ومن الأخطاء العقدية أيضا ترجمة كلمة سورة بـChapter والتي تعرف كما يلي:
Chapter : a division of a written work, esp. a narrative, usually titled or numbered
2. A sequence of events having a common attribute : a chapter of disasters
3. An episode or period in a life, history. etc
4. A numbered reference to that part of a parliamentary session which relates to a specified Act of parliament
5. A branch of some societies, clubs etc. esp. of a secret society
6. The collective body or a meeting of the members of a monastic or knightly order
والتعريف الوحيد الذي له صلة بموضوعنا هنا هو التعريف الأول.
وواضح أنه يشير إلى جزءٍ من مؤلف ولا سيما قصة أو حكاية أو سرد أخبار مُعَنْون أو مُرقّم من صنع الإنسان.
ولا أظن أحدا يوافق على إطلاقه على كتاب الله إذا كان ينتقص منه بصفته وحيا.
ومعلوم أن كل فصل في الكتاب عادة ما يعالج وحدة موضوعية من موضوعات الكتاب.
ولعل هذا ما حدا ببعض المستشرقين للقول بأن السور القرآنية تفتقر إلى الوحدة الموضوعية إذ إنّ السورة الواحدة تعالج أكثر من موضوع؟!.
وعليه فإننا نرى لزاما هنا أن يؤخذ المصطلح القرآني كما ورد سعيا وراء الدقة في نقل المعنى.
وبمراجعـة المعاجـم الإنجليزيـة مثل Collins والمورد وغيرها تبين لنا أن كلمة سورة Sura قد أصبحت جزءا من المعجم الإنجليزي منذ القرن السابع عشر.
وقد عرَّفها المورد بأنها "السورة: إحدى سور القرآن الكريم"
وهو التعريف نفسه وفقا لمعجم Collins بعد أن أضيف عدد سور القرآن الكريم:
any of the 114 chapters of the Koran C17 : from Arabic surah, section
ولم تكتف الترجمات الاستشراقية بإقامة هذا الحاجز اللغوي المضلّل بل ذهبت أبعد من ذلك لدعم وتقوية هذا الحاجز بتعليقات وتفسيرات وشروح لا تستند إلى مرجع إسلامي واحد؟!.
ونسوق هنا بعضا من الترّهات الاستشراقية التي تنم عن جهل أو تجاهل لحقائق الإسلام وعدم اكتراثٍ بمبادئ البحث العلمي الذي يبدو أنه يُغيّب عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين:
( 1 ) الزعم بأنّ رسالة الإسلام دعوة محلية تخاطب العرب دون سواهم.
فقد ترجم جورج سيل George Sale خطاب القرآن الكريم إلى بني آدم "يأيها الناسُ" ( البقرة:21 ) كالتالي: O men of Mecca أي يا أهل مكة،
وعلق في تفسيره بأن الترجمة الحرفية هي O men "يا ناس" إلا أن الأمر -على حد زعمه- الذي ليس بخافٍ على أي مطلع هو أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يقصد إلا إصلاح بني قومه، ولم يكن في مستوى يطمح فيه إلى مخاطبة بني آدم كلهم، فكل ما جاء في القرآن الكريم خطابا عاما موجها إلى الناس بصيغة العموم معناه أهل مكة.
كما جانب سيل الحقيقة عندما ترجم معنى الآية الكريمة وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ( سبأ : 28 ) كما يلي:
O Prophet, We have not sent thee otherwise than unto all common men
أي: "يا أيها الرسول ما أرسلناك إلا إلى العامة من الناس"
أما ترجمته لمعنى الآية وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ( البقرة : 143 ) فتؤيد الزعم بأن القرآن الكريم يخاطب العرب دون غيرهم حيث كتب سيل :
Thus have We placed you O Arabian intermediate nation
ولا ندري كيف سوّغ سيل لنفسه التلاعب بترجمات النص القرآني بإقحام كلمة "عربية"؟!
( 2 ) زعم مارجليوث -الذي قدّم لترجمة رودويل- أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى في الطائف أراضي خضراء وأنهارا تجري على أطراف البساتين لذا فقد أكثر من ذكر ذلك عند وصفه الجنة جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ( الصف : 12 ) وبهذا يتضح من التعبير "فقد أكثر" أن القرآن الكريم من وضع محمد صلى الله عليه وسلم وأنه يصف فيه تجاربه؟!.
وقد أحسن عبد الله عباس الندوي في تعليقه على هذا الزعم حين قرّر أن مارجليوث تجاهل أن القرآن الكريم قد وصف الظلمات في قوله تعالى: أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ( النور:40 ) . في حين لم يركب الرسول صلى الله عليه وسلم البحر ولم يمارس هذه التجربة فلم لا يبحثون عن أصل هذه التجربة؟
ولا يتسع المجال هنا للردّ على هذه المزاعم بالتفصيل - فذلك يتطلب بحثا مستقلا في الرد على شبهات المستشرقين
المساهمة الأصلية للدكتور : وجيه حمد عبد الرحمن
على موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
رابط :
http://www.qurancomplex.org/Display.asp?section=8&l=arb&f=wrong_trn3001.htm&trans=3
ترجمات الاستشراق لمعاني القرآن الكريم
تنقسم الترجمات الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم إلى قسمين:
ترجمات كاملة لمعاني القرآن الكريم،
وترجمات لبعض سور القرآن الكريم.
ومن الترجمات الكاملة ما هو مرتّب حسب الترتيب المصحفي المأثور مثل ترجمة جورج سيل وآربري،
ومنها ما هو مرتب على ترتيب النـزول مثل ترجمة رودول وبالمر وبيل.
وقد غيَّر هؤلاء الترتيب المصحفي المأثور ظنـا أن الترتيب النـزولي يبين التطورات الفكرية للرسول صلى الله عليه وسلم على حد زعمهم.
ومعظم الترجمات الاستشراقية تنكر أن الإسلام دين سماوي،
ويتجلى ذلك في جملة من المغالطات التي تنم عن جهل مطبق بأبسط مبادئ الإسلام وعدم اكتراث بالمنهج العلمي في الترجمة الذي يقتضي اطلاع المترجم على أمهات الكتب الإسلامية في هذا المجال وكذلك كتب اللغة المتعلقة بعلوم القرآن الكريم.
ومن هذه المغالطات ما يلي:
( 1 ) أن المستشرقين عمدوا إلى تحريف مسمى ديننا الحنيف وجعلوه
"المحمدية" "Muhammadanism"
لإيهام الناس بأن الإسلام من وضع محمد صلى الله عليه وسلم،
لذا رأينا بعض الترجمات الاستشراقية الكافـرة برسالـة الإسلام قد عُنونت بـ :
"قرآن محمد" The Koran of Mahmet
وزعم إلكزاندر روس Alexander Ross - صاحب هذه الترجمة - أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو نبي الأتراك ومؤلف القرآن؟!.
( 2 ) تمشيا مع المزاعم الاستشراقية التي لا تستند إلى أي دليل علمي وتزعم بأن القرآن الكريم من صنع محمد صلى الله عليه وسلم، غيَّر المستشرقون المصطلحات الدالة على الوحي بأخرى تدل على أن الإسلام دعوة أو رسالة وضعية.
ومن المحزن أن بعض الأقلام الإسلامية وأجهزة الإعلام بأنواعها كافة اعتمدت مثل هذه المصطلحات المغرضة دون تمحيص؟!.
وفيما يلي أمثلة من هذه المصطلحات التي تعدّ من الأخطاء العقدية الجسيمة. كيف لا وهي تنفي عن الإسلام صفة الوحي؟:
أولا : استخدام مصطلح inspiration بدلا من revelation للتعبير عن الوحي.
وتُعرف المعاجم الإنجليزية هذين المصطلحين على النحو التالي:
Inspiration : stimulation or a rousal of the mind, feelings etc, to special or unusual activity or creativity from such a state
Revelation : God's disclosure of his own nature and his purpose for mankind, esp. through the words of human intermediaries
ويتضح البون الشاسع في معنى المصطلحين، ففي حين أن المصطلح الأول يعبر عن إنتاج بشري وهو ما يعادله لفظ "تفتق ذهني" في اللغة العربية
نجد أن الآخر يعبر عن وحي رباني على لسان بشر.
وهكذا نجد أن استخدام المصطلح inspiration يوهم القارئ بأن القرآن الكريم ما هو إلا من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم .
ثانيا: استخدام كلمة apostle مقابلا لكلمة النبي أو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع ما في ذلك من انتقاصٍ شديدٍ من قدر سيد الأنام إمام المرسلين وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وفيما يلي نورد تعريف الكلمة في معجم Collins :
Apostle : 1. One of the 12 disciples chosen by Christ to preach his gospel
2. any prominent Christian missionary, esp. one who first converts a nation or people
a church reformer. 4 an ardent-3 early supporter of a cause, reform movement
والتعريفات الأربعة لا تفي بمعنى كلمة النبي أو الرسول:
فالتعريف الأول ينص على أن apostle تعني أحد حواريي عيسى عليه السلام لنشر الإنجيل.
أما الثاني فيعني أي مبشر نصراني مرموق ولاسيما أول من يُنصر أمة أو شعبا.
ويشير التعريف الثالث إلى مصلحٍ كنسِيّ،
في حين يشير التعريف الأخير إلى أحد أوائل المساندين لقضية أو حركة إصلاحية.
والمستشرقون إذ يستخدمون هذه الكلمة لوصف الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنما يعززون مزاعمهم بأنه قد استقى الإسلام من النصرانية واليهودية، ولا سيما أنهم ينفون عنه صفة الأمية للتدليل على ذلك؟!.
ومن المغالطـات السائدة في كتابات المستشرقين وترجماتهم: أن القرآن الكريم ما هو إلا مجموعة أقاويل متفرقـة وقصص سمعها الرسول صلى الله عليه وسلم من أحبار اليهود والنصارى.
أما الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهـي عن المنكر فهي الأخـرى تحكي الإيحاء الفكري السائـد عند شيوخ مكة المكرمة آنذاك حيث كانت صفـة المـروءة - ومعنـاها الفتـوة والشجاعـة والحميـة وحب الخير للناس ونصرة الضعيف - محمودة عند العرب.
وكانت هذه الأوصـاف الفاضلـة دينـا وعقيـدة للعرب الأولين؟!.
وقد أسهب مونتجمري وات في بيان هذه الأوصـاف في كتابه :
"محمد بمكة" تحت عنوان:
المعيار الخلقي The Moral Ideal
ونـرى أن الكلمـة المناسبـة لمعنى النبـيّ صلى الله عليه وسلم هي the prophet التي تعرف في معجم Collins بأنها :
1. the principal designation of Mohammed as the founder of Islam
2. A person who speaks by divine inspiration
وهذا المعنى يفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتلقى الوحي من الله سبحانه وتعالى.
ثالثا : من الأخطاء العقدية الجسيمة التي ارتكبها المستشرقون في ترجماتهم وتسربت إلى الترجمات الأخرى بما فيها الإسلامية: استخدام كلمة "Verse" مقابلا لكلمة "آيـة" قرآنية.
وهو مصطلح استشراقي مغرض يهدف إلى وصف القرآن الكريم بالشعر وأن محمدا صلى الله عليه وسلم كان شاعرا وهو ما يتعارض مع كتاب الله العزيز.
ولنقرأ معا تعريف المعجم الإنجليزي لكلمة: Verse
Verse : 1. A stanza or other short subdivision of a poem
2. Poetry as distinct from prose
3. A series of metrical feet forming a rhythmical unit of one line
4. a specified type of metre or metrical structure : iambic verse
5. One of the series of short subsections into which most of the writings on the Bible are divided
6. a metrical composition; poem
يتبين لنا من التعريفات ( 1 - 4 و 6 ) للكلمة أنها تعني مقطعا من قصيدة أو الشعر أو أحد الأوزان الشعرية إلخ
ولا يخفى فداحة الخطأ العقدي هنا.
أما التعريف الخامس للكلمة فيشبه القرآن الكريم ( الآيات القرآنية بمعنى أدق ) بالإنجيل ولا يحتاج المسلم لكبير جهدٍ للرد على هذه الافتراءات؛
إذ كيف يشبه كلام الله سبحانه وتعالى بما كتبه مرقس ويوحنا ومتىّ ولوقا من أناجيل لا تقرّ الكنيسة غيرها؟!
ومتى تكف الأقلام الإسلامية عن التقليد الأعمى لما يكتبه الصليبيون واليهود وتلاميذهم في بلدان العالم الإسلامي؟!
وهل نسمح لأقلامنا أن تصبح معول هدم لدين الله الذي يعترف أعداؤه بأنه أسرع الديانات انتشارا؟!
وقد صدرت كتب تحذر من هذا الانتشار السريع للإسلام رغم الحملات الحاقـدة التي لاتكـلّ ولا تمـلّ ( صـدر كتـاب في الولايـات المتحدة الأمريكية بعنوان :
( The Islamic Invasion )
ونرى أنه إذا تعذّر وجود مقابل دقيق في لغات الغير للتعبير عن معنى المصطلح القرآني أن يؤخذ المصطلح العربي كما هو ثم يشرح معناه منعا لحدوث خلل في الترجمة يؤدي إلى أخطاء عقدية فادحة من هذا النوع.
وقد حدث هذا في مئات المصطلحات التي تعذر ترجمتها ترجمة دقيقة مثل الزكاة والمسجد والمنارة والشيخ والمفتي وغيرها كثير.
فلكل عقيدة مصطلحاتها الخاصة بها وهي خصوصية ينبغي صونها عندما يتعلق الأمر بكتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ( ومعلوم أن كلمة آية تحمل أكثر من معنى تتحدد في السياق القرآني ) .
رابعا : ومن الأخطاء العقدية أيضا ترجمة كلمة سورة بـChapter والتي تعرف كما يلي:
Chapter : a division of a written work, esp. a narrative, usually titled or numbered
2. A sequence of events having a common attribute : a chapter of disasters
3. An episode or period in a life, history. etc
4. A numbered reference to that part of a parliamentary session which relates to a specified Act of parliament
5. A branch of some societies, clubs etc. esp. of a secret society
6. The collective body or a meeting of the members of a monastic or knightly order
والتعريف الوحيد الذي له صلة بموضوعنا هنا هو التعريف الأول.
وواضح أنه يشير إلى جزءٍ من مؤلف ولا سيما قصة أو حكاية أو سرد أخبار مُعَنْون أو مُرقّم من صنع الإنسان.
ولا أظن أحدا يوافق على إطلاقه على كتاب الله إذا كان ينتقص منه بصفته وحيا.
ومعلوم أن كل فصل في الكتاب عادة ما يعالج وحدة موضوعية من موضوعات الكتاب.
ولعل هذا ما حدا ببعض المستشرقين للقول بأن السور القرآنية تفتقر إلى الوحدة الموضوعية إذ إنّ السورة الواحدة تعالج أكثر من موضوع؟!.
وعليه فإننا نرى لزاما هنا أن يؤخذ المصطلح القرآني كما ورد سعيا وراء الدقة في نقل المعنى.
وبمراجعـة المعاجـم الإنجليزيـة مثل Collins والمورد وغيرها تبين لنا أن كلمة سورة Sura قد أصبحت جزءا من المعجم الإنجليزي منذ القرن السابع عشر.
وقد عرَّفها المورد بأنها "السورة: إحدى سور القرآن الكريم"
وهو التعريف نفسه وفقا لمعجم Collins بعد أن أضيف عدد سور القرآن الكريم:
any of the 114 chapters of the Koran C17 : from Arabic surah, section
ولم تكتف الترجمات الاستشراقية بإقامة هذا الحاجز اللغوي المضلّل بل ذهبت أبعد من ذلك لدعم وتقوية هذا الحاجز بتعليقات وتفسيرات وشروح لا تستند إلى مرجع إسلامي واحد؟!.
ونسوق هنا بعضا من الترّهات الاستشراقية التي تنم عن جهل أو تجاهل لحقائق الإسلام وعدم اكتراثٍ بمبادئ البحث العلمي الذي يبدو أنه يُغيّب عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين:
( 1 ) الزعم بأنّ رسالة الإسلام دعوة محلية تخاطب العرب دون سواهم.
فقد ترجم جورج سيل George Sale خطاب القرآن الكريم إلى بني آدم "يأيها الناسُ" ( البقرة:21 ) كالتالي: O men of Mecca أي يا أهل مكة،
وعلق في تفسيره بأن الترجمة الحرفية هي O men "يا ناس" إلا أن الأمر -على حد زعمه- الذي ليس بخافٍ على أي مطلع هو أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يقصد إلا إصلاح بني قومه، ولم يكن في مستوى يطمح فيه إلى مخاطبة بني آدم كلهم، فكل ما جاء في القرآن الكريم خطابا عاما موجها إلى الناس بصيغة العموم معناه أهل مكة.
كما جانب سيل الحقيقة عندما ترجم معنى الآية الكريمة وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ( سبأ : 28 ) كما يلي:
O Prophet, We have not sent thee otherwise than unto all common men
أي: "يا أيها الرسول ما أرسلناك إلا إلى العامة من الناس"
أما ترجمته لمعنى الآية وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ( البقرة : 143 ) فتؤيد الزعم بأن القرآن الكريم يخاطب العرب دون غيرهم حيث كتب سيل :
Thus have We placed you O Arabian intermediate nation
ولا ندري كيف سوّغ سيل لنفسه التلاعب بترجمات النص القرآني بإقحام كلمة "عربية"؟!
( 2 ) زعم مارجليوث -الذي قدّم لترجمة رودويل- أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى في الطائف أراضي خضراء وأنهارا تجري على أطراف البساتين لذا فقد أكثر من ذكر ذلك عند وصفه الجنة جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ( الصف : 12 ) وبهذا يتضح من التعبير "فقد أكثر" أن القرآن الكريم من وضع محمد صلى الله عليه وسلم وأنه يصف فيه تجاربه؟!.
وقد أحسن عبد الله عباس الندوي في تعليقه على هذا الزعم حين قرّر أن مارجليوث تجاهل أن القرآن الكريم قد وصف الظلمات في قوله تعالى: أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ( النور:40 ) . في حين لم يركب الرسول صلى الله عليه وسلم البحر ولم يمارس هذه التجربة فلم لا يبحثون عن أصل هذه التجربة؟
ولا يتسع المجال هنا للردّ على هذه المزاعم بالتفصيل - فذلك يتطلب بحثا مستقلا في الرد على شبهات المستشرقين
المساهمة الأصلية للدكتور : وجيه حمد عبد الرحمن
على موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
رابط :
http://www.qurancomplex.org/Display.asp?section=8&l=arb&f=wrong_trn3001.htm&trans=3
عدل سابقا من قبل Admin في الإثنين فبراير 13, 2012 9:34 am عدل 4 مرات
مواضيع مماثلة
» ردود على مزاعم ترجمات الاستشراق لمعاني القرآن
» تعاليق عن بعض ترجمات معاني القرآن
» الترجمات القاديانية لمعاني القرآن
» أهمية ترجمات معاني القرآن
» رؤية حول ترجمة عبد الله يوسف علي لمعاني القرآن
» تعاليق عن بعض ترجمات معاني القرآن
» الترجمات القاديانية لمعاني القرآن
» أهمية ترجمات معاني القرآن
» رؤية حول ترجمة عبد الله يوسف علي لمعاني القرآن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين يوليو 13, 2015 1:22 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» مقدمة في الدراسات السودانية
الأربعاء أبريل 15, 2015 3:21 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» الممالك السودانية القديمة
الأحد فبراير 15, 2015 2:29 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» التعريف بالقرآن الكريم
الأحد ديسمبر 14, 2014 12:57 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» أقصرتُ مذ عاد الزمانُ فأقْصَرا
الثلاثاء نوفمبر 25, 2014 1:33 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» قصة خروج النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف
الأربعاء مايو 28, 2014 1:34 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» قصة تحويل القبلة الى الكعبة
الأربعاء مايو 14, 2014 4:57 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» حديث الاسراء والمعراج
الخميس مايو 08, 2014 4:56 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» استقبال شهر الله رجب الأصب
الإثنين مايو 05, 2014 4:14 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ